وكما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة، هكذا افتقد غنمي وأُخلِّصها من جميع الأماكن التي تشتتت إليها في يوم الغيم والضباب.
فالله هو وحده الذي يفتقدنا بمحبته الأبدية التي أحبنا بها ،
ويشدنا سراً بفعل جذبه الإلهي نحو الابن الوحيد ، فحينما نذهب إليه لا يُخرجنا – بالطبع – خارجاً ، بل يغسلنا ويطهرنا بفعل عمل دمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح ، لأننا حينما نلتقيه نرتمي عليه كما نحن معترفين بخطايانا بكل تواضع قلب، وبكونه أمين وعادل (بار) فأنه يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ، لأنه ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً ، لذلك فأنه قال في النبوة: وأُطهرهم من كل إثمهم الذي أخطأوا به إليَّ، واغفر كل ذنوبهم التي أخطأوا بها إليَّ والتي عصوا بها (عن قصد) عليَّ ، لذلك قال الرسول: فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب، يُطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي