رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنسان لكي يبدأ المسيرة الحقيقية في الطريق المستقيم ويستقبل ملكوت الله لا بُدَّ (حتماً ومن الضروري واللازم) أن يُهيأ قلبه بالتوبة (μετανοέω)، والتوبة هنا تُفيد أولاً معرفة التشويه الحاصل الذي أصاب النفس بعلل وأمراض كثيرة تسببت في شلل طاقتها الروحية، وذلك من جراء الخطايا والذنوب التي أدخلتها في حالة خبرة من جهة الإثم الذي ثقل آذانها عن سماع الصوت الإلهي، وعطل مسيرتها الصحيحة نحو الله، وعوَّقها عن حياة التقوى، وأعماها عن أن ترى قوة محبة وخلاص الله وتدبيره الفائق من نحوها، حتى أنها طُرحت على فراش الهوان في منتهى التعب وقسوة المرض المؤدي للتعب الشاق وتحطيم النفس ومن ثمَّ الموت، لأن أن لم نعي بشاعة الخطية وفعلها المُدمر لنفوسنا ونهرب منها ونتوب عنها فوراً بلا أدنى تأخير، فأننا لن نستطيع أن نتحرك نحو الله ولو خطوة واحدة ولو كانت صغيرة جداً، لأن الخطية كالنار الحارقة الملتهبة التي حين تشتعل في المكان تمتد إلى كل ما هو حولها وتأكل كل شيء سواء رخيص أو غالي وثمين، فهي تدمره كُلياً، وفي شدة اشتعالها وامتدادها فهي تُدخن دخان أسود يشوش الرؤيا ويعمي البصيرة ويخنق كل من يقترب ويقتله، فالخطية مثل النار المتقدة السعير المشتعلة في القش، تطرح الكثيرين جرحى ولا تهدأ أو تسكت إلى أن تُتمم عملها بالتدمير الشامل، وتترك – في النهاية – النفس قفراً وخراباً، وربما حتى الأطلال لا يبقى لها أي أثر. |
|