ــ إن الحكمة الإلهية من الآلام القاسية تظهر بعد وقت طال أم قصر.
فبعد القيامة والصعود عَلمت تلك الأُم الرائعة الفاضلة أنه كان حتمًا
أن يجتاز في نفسها ذلك السيف، وأنه بدون ذلك السيف ذي التأثير
الزمني المؤقت، ما كان لها خلاص أبدي ولا أفراح روحية مقدسة فيما تبقى لها من عمر على الأرض؛ أفراح العبادة والشـركة
والخدمة والشهادة. أضف إلى ذلك كل بركات الألم المعروفة لنا
من تنقية وتذرية، من بهاء ولمعان. فالآلام لا بد وأن تلحقها الأمجاد.