منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 06 - 2023, 10:31 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

أُمهُ عند الصليب






أُمهُ عند الصليب


«وكَانت وَاقِفَاتٍ عِندَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ ...»
( يوحنا 19: 25 )




هل كان من السهل على تلك المرأة الفاضلة أن تجد ابنها مُعلَّقًا على صليب العار، يموت في عز شبابه أمام عينيها، وهي لا تملك شيئًا تفعله له على وجه الإطلاق؟ إن كل أُم تتوقع أن يدفنها ابنها بعد أن تتقدَّم بها الأيام. ولعل أصعب وأقسـى شعور إنساني هو أن تدفن الأُم ولدها وهو في ريعان الشباب! إنها تجربة عظمى ولا شك تحتاج إلى إيمان عظيم، وإلى تشديد إلهي عظيم أيضًا. إنه بدون مبالغة سيف يجتاز في النفس ( لو 2: 35 ).

أما والذي يموت فهو البار القدوس. وأما وأن الأُم هي المُطوَّبة مريم، فهذا ما يجعل الأمر أقسـى وأمرّ. فها هو ابنها يموت أمام عينيها مُعلَّقًا على الصليب، في نهاية يوم طويل من الآلام والمُعاناة؛ يموت ببطء ميتة بشعة، كما يموت أحد السفهاء، وليس كموت النبلاء.

أحبائي، يا مَن تجتازون ظروفًا مُشابهة وتشعرون بالحق والصِدق أن هناك سيفًا يجتاز في نفوسكم، ويمزق أحشاءكم الرقيقة تمزيقًا مؤلمًا: لنتوقف قليلاً أمام بعض الحقائق التي ظهرت في مشهد الصليب:

ــ إن سمو الإيمان وعظمة الحياة الروحية لا تعفينا مُطلقًا من كوارث ونكبات الزمان التي لا دَخل لها مُطلقًا بتفسيرات محدودي الفكر الذين يربطون الآلام بأخطاء سابقة لمَن يجتازون فيها بالضـرورة. فالتاريخ المقدس لا يُعلِّمنا ذلك مُطلقًا منذ أيام أيوب المُبتلى وإلى اليوم. بل كثيرًا ما نجد أن العكس هو الصحيح.

ــ إن إلهنا لم ولن يُخطئ قط. وإن كان «كُلَّ أُمورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنها» ( أي 33: 13 )، فإن هذا ناتج عن سمو أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا ( رو 11: 33 )، وعلينا دائمًا أن نثق فيه وفي صلاحه، ومحبته، وفي رحمته أيضًا. وقد قيل حسنًا: ”إن طرق الله تبدو عجيبة، وأحيانًا مُحيرة، ولكنها دائمًا صحيحة“.

ــ إن الحكمة الإلهية من الآلام القاسية تظهر بعد وقت طال أم قصر. فبعد القيامة والصعود عَلمت تلك الأُم الرائعة الفاضلة أنه كان حتمًا أن يجتاز في نفسها ذلك السيف، وأنه بدون ذلك السيف ذي التأثير الزمني المؤقت، ما كان لها خلاص أبدي ولا أفراح روحية مقدسة فيما تبقى لها من عمر على الأرض؛ أفراح العبادة والشـركة والخدمة والشهادة. أضف إلى ذلك كل بركات الألم المعروفة لنا من تنقية وتذرية، من بهاء ولمعان. فالآلام لا بد وأن تلحقها الأمجاد.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيح الذي قدم نفسه وقت المساء على الصليب ورفع يديه المسمرتين على الصليب
سمَّتهُ أُمهُ يعبيص قائلةً: لأني ولدتُهُ بحزنعن يَعبيص
لذلك أسمهُ يسوع أي المخلص
لىّ مع الصليب.لىّ مع الصليب..حكاية جميلة.سرّها عجيب-فتحت عينى.بصيت حواليىّ..لقيت الصليب.فى كل الدنيا
أَلهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. آمِينَ"


الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024