( 1 ) هل الروح أقنوم إلهي ؟ أو هل هو قوة إلهية تظهر في إجراء أعمال الله الروحية ؟ فإذا ثبت أن له صفات ذاتية، وأنه عمل بنفسه أعمالاً إلهية، كان ذلك دليلاً كافياً على أقنوميته، لأن كل ذي عقل ومشيئة وعواطف وقدرة على العمل هو بالضرورة ذات متميّز عن غيره . وإن كان هذا غير كافٍ لإثبات أقنومية الروح القدس، فلا يمكن إثبات وجود أي ذات على الإطلاق، لا ذات إنسان ولا ذات ملاك ولا ذات إله، لأن ما يدل على الذات في كائن هو صفاته الخاصة وأعماله الاختيارية . فالذات تميّز نفسه عن غيره من الذوات، أي له الشعور بذاتيته، وله قوة الإرادة الحرة وقوى عقلية وعواطف قلبية .
( 2 ) إن كان الروح أقنوماً، فهل هو أزلي غير محدود أو مُحدَثٌ محدود ؟ أي هل هو أقنوم إلهي أو لا ؟ وقد رأينا أن أقوال الكتاب المقدس في لاهوت الروح القدس أقل من أقواله في لاهوت المسيح . غير أنه بعد ما ثبت لاهوت الابن، صار إثبات لاهوت الروح القدس سهلاً . وقد آمنت الكنيسة بأقنومية الروح القدس الإلهية، ونسبت إليه صفات اللاهوت بكمالها، بسبب وضوح تعليم الكتاب فيه . وندر من أنكر أقنومية الروح القدس .