رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة . . أم الحياة الكنيسة هي بيت الله التي اقتناها بدمه.. هو عريسها .. وهي العروس التي تقوم كمرضعة ومربية , ترى النفوس وتشبعها من المراعي الخضر وترويها من مياه الراحة التي للينبـوع الحي على حجرها وبين ذراعيها تفتح ابوابها كمدرسة واحدة للتعليم الروحي عنوانها "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز ٨:٣٤). تعاليمها "اسمعي يا ابنتي وانظري وأميلي سمعك لأن الرب اشترى حسنك"(مز١٠:٤٠) وغايتها "معك لا أريد شيئا عىل الأرض "(مز٢٤:٧٣ ). الأم المرضعة: مدارس الأحد هي الثدي الذي يرضع منه الطفل فيحب لبن أمه الكنيسة وعندما تغذيه تعرفه علي أبيه السيد المسيح مصدر هذا الخبز وهذا الحب وعندما يرضع اللبن عديم الغش يدرك الأمومة كلها في الكنيسة والأبوة الحقيقية في شخص السيد المسيح الأم المربية: النعمة تعمل في الطفل، فيحب الكنيسة التي تحتضنه ، ويحب المسيح الذي يرعاه.. وإذا كان فاقدًا والديه في الجسد ، تعوضه عن هذا الحرمان فلا يشعر أنه يتيم.. بعكس الطفل الذي يحيا بعيدًا عن الكنيسة الأم وعن السيد المسيح أبيه السماوي، فهو يتم حتي ولو كان والداه علي قيد الحياة. . ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم للزوجة في سر الزيجة: لا تحبي الرجل أكثر من الله، فلا تترملي إلي الأبد وبالمثل أولادها لا يتيتمون. أمنا هي الكنيسة، ورحمها المعمودية، وأبونا هو الأب فيها كل الشبع: في أحضانها لا يكون هناك جوع ولا عطش للعالم, لأن النفس تشبع عندما تمتلك المسيح، وترى العالم بغناه الخداع وإغراءاته الجذابة فقريا جدًا جنبا لأصغر أبن يحيا في هذا الشبع داخل الكنيسة .. مثل الشهيد الطفل قرباقوص والشهيد الطفل أبانوب وغيرهما. لهذا لم يسلموا حياتهم للعالم بل قالوا مع السيد المسيح "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"(متي ٢٦:١٦) وقالوا معه أيضا " مملكتي ليست من هذا العالم "(يو٣٦:١٨) .. في أحضانها لم يعوزهم شئ في الأرض .. كما قال داود النبي " ومعك لا اريد شيئًا علي الأرض "وصاروا خرافا ناطقًا لراع واحد، وقالوا " الرب راعي فلا يعورني شئ"(مز١:٢٣).. واستراحوا عندما سكنوا فيه وهتفوا " الساكن في عون العلي يستريح "(مز١:٩١) وعرفوا " أن الجلوس علي عتبة بيت الرب ، خير من السكني في مساكن الأشرار"(١٠:٨٤) .. ولهذا نظر معلمنا بولس الرسول العالم كنفاية لكي يربح المسيح(في٣) النفس تشبع وتسعد بحنان الأم، وبمحبة الأب، كما يقول القديس اغسطينوس " ما أسعد من يعرفك أيها الرب الإله ، وإن كان يجهل كل شئ.. وما أشقي من يعلم كل شئ .. ولا يعرفك أيها الرب الإله صخرة وكل آلة صورت ضدها لم تنجح: كل أولادها من شهداء وأبرار ونساك وعباد ومجاهدين التي حملتهم في داخلها، هم أيضا حملوها داخلهم، ومعهم في كل مكان.. في السجون، والعذابات. . في الجبال، والمغاير، وفي شقوق الأرض أنهم لم تنفصل عنهم وهم لم ينفصلوا عنها لم يخافوا شيئا لأن كل آلة صورت ضدها لن تنجح (أش١٧:٥٤) . وكما علمهم السيد المسيح لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد. ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كلهيهما في جهنم"(مت ٢٨:١ ). . ولذا قال أحد أبنائها: لايخشى فقد المال، من لا يمتلك شيئا. ولا يهاب النفي، من يحسب السمــاء موطنـة. ولا يخاف الموت، من يرى أنه الطريق المؤدي للحياة الأبدية. زينتها: ترى فيها الزينة الغالية النفيسة التي زينت نفسها بها، كما قال عنها سفر الرؤيا أنها "هيأت نفسها" (رؤ٧:١٩). أولادها الشهداء هم زينتها النفيسة , لأجل محبتهم لأبيهم السماوي وتمسكهم بأمهم .. وزينتها مضيئة, لأن أولادها مضيئون كالشمس, نورها من شمس البر، ورائحتها ذكية من السيد المسيح الطيب المسكوب على صدرها. . رائحتها ذكية وزينتها جميلة، كما قال سفر النشيد: "ها أنت جميلة يا حبيبتي.. ها أنت جميلة عيناك حمامتان"(نش١٦:١). أسرارها: في أحضانها يعرف عمل أبيه السماوي. وما قدمه من أسرار. يعرف عندما دفن في المعمودية كيف خلع الإنسان العتيق , ولبس الجديد الفاخر كما قال معلمنا بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات " (كو١٢:٢). ويعرف أنه تثبت بالميرون . ويدرك هذا الحب الأبوي الرعوي, كما قال حزقيال النبي "فمررت بك ورأيتك مدوسة ققلــت لك: بدمك عيشي, .... فحممتك بالماء.. غسلت عنك دماءك.. ومسـحتك بالزيت" (حز٩،٦:١٦). واتحد به في الافخارستيا، كما قال السيد المسيح: "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يو٥٦:٦). ثم يعرف كيف يجاهد ويقوم بالتوبة، ولا يكتم خطاياه بل يقر بها ، ويعترف أمام الله في حضرة الأب الكاهن، فتغفر خطيئته " من يكتم خطاياه لا ينجح.. ومن يقر بها ويتركها يرحم(أم ١٣:٣٨) ويري الأب السماوي في سر الزيجة كيف يصير الاثنان واحدًا، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان (مت٦:١٩) وبهم ينتشر الملكوت واذ مرض أحد أبنائها" يدعو قسوس الكنيسة، ليدهنوه بزيت ، وصلاة الإيمان تشفي المريض ، وإن كان قد فعل خطية تغفر له( يع١٤:٥) وبهذا يعلم أن كل أسراراها يتممها كاهن شرعي ، وكله الله علي الأسرار، وأعطاه السلطان قائلًا: " أقبلوا الروح القدس، من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكت خطاياه أمسكت (يو٢٣:٢) ولأنها سماء علي الأرض، تفرح بالخاطئ الواحد الذي يتوب ، أكثر من تسعه وتسعين بارًا لا يحتاجون إلي توبة( لو٧:١٥) وتبكي علي أولادها الخارجين بعيدًا عنها وتنادي كل أحد تعال واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك. أبينا الأنبا كيرلس قديس ميلانو ❤️ |
|