منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2023, 11:42 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

لا فرق






لا فرق




وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ
( مرقس 15: 32 )




من العبَث أن يُحاول أحد إيجاد تمييز بين اللصين اللذين صُلبا مع الرب يسوع، حيث قد ثبت أنهما متساويان في طبيعتهما وفي جُرمهما وشرّهما؛ نعم لم يوجد أي فرق بينهما إلى تلك اللحظة التي وصلت فيها سهام الشعور بالذنب إلى أحدهما الذي نُسميه اللص التائب، وهذا ما يُظهِر لنا جمال لمعان نعمة الله «لأنه لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوَزهم مجد الله»، ومن الجهة الأخرى «لأنَهُ لا فرق ... لأن ربًا واحدًا للجميع، غنيًا لجميع الذين يدعون بهِ» ( رو 3: 22 ، 23؛ 10: 12).

من ثم نرى لمعان نعمة الله الظاهر في خلاص اللص المُعلَّق على الصليب، لأنه واضح أنه لم يكن لديه أعمال صالحة ليعتمد عليها، ولم يكن يعرف شيئًا عن المعمودية أو العشاء الرباني، ولم يؤدِ شيئًا من الطقوس والفرائض الدينية. وبالإجمال كان بائسًا بلا رجاء من جهة نفسه، إذ لم يكن يمكنه أن يعمل شيئًا بعد أن صُلِبَ على الصليب، ولم تبقَ فائدة للكلام معه عن الأعمال، لأن يديه وقت أن كانتا طليقتين كانتا تمتدان إلى أعمال الإثم والفجور، والآن أصبحتا مُثبتتين في الخشبة لا تقويان على عملٍ ما؛ ورجليه وقت أن كانتا متحركتين كانتا تسعَيان في طريق الشر والإجرام، والآن أصبحتا مُثبتتين في الخشبة، لا تستطيعان أن تحملاه إلى هنا أو هناك.

ونلاحظ أن هذا الِّلص المسكين مع أنه فقَدَ حرية استعمال يديه ورجليه التي تتطلبها ديانة الأعمال، إلا أنه لم يفقد حرية استعمال قلبه ولسانه التي يتطلَّبها الإيمان «لأن القلب يؤمن به للبر، والفم يعترف بهِ للخلاص» ( رو 10: 10 ).

ويا لها من كلمات ثمينة ترافق اللص على الصليب، وتفتح باب الرجاء لكل خاطئ بائس مسكين! ولا يمكن لأحد أن يَخلُص إلا على طريقة خلاص اللص على الصليب، لأنه لا يوجد طريقان يوصِّلان للسماء، طريق للمؤدبين والمتدينين والفريسيين، وطريق آخر للأثمة الفجار. كلا، بل يوجد طريق واحد؛ طريق محبة الله المجانية، مُبتدئًا من عرش الله ومنتهيًا إلى الخاطئ المجرم الميت بالذنوب والخطايا، ثم راجعًا به من هناك إلى عرش الله بواسطة دم المسيح الثمين. هذا هو طريق السماء - طريق مرصوف بالمحبة ومرشوش بالدم – تسير فيه جماعة مقدسة من العُبَّاد الحقيقيين من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمة، وسوف ينشدون النشيد السماوي «مُستحقٌ هو الخروف المذبوح».

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024