تُرْجِعُ الإِنْسَانَ إِلَى الْغُبَارِ وَتَقُولُ:
ارْجِعُوا يَا بَنِي آدَمَ [3].
جاءت الترجمة عن السبعينية: "فلا ترد الإنسان إلى المذلة، وقد قلت ارجعوا يا بني البشر".
إذ يرجع الإنسان عن الله مصدر حياته يعود إلى التراب في مذلة، أما إن رجع إلى الرب مخلصه، فيسمع الصوت الإلهي كأنه يقول: "أنت سماء، وإلى سماءٍ تعود".
* "لا ترد الإنسان إلى المذلة" [3]، أي لا تجعل الإنسان يرجع عن أمورك الأبدية السامية.
القديس أغسطينوس
* "لا تُرجع الإنسان إلى الغبار" يصلي موسى من أجل الإنسان، فماذا يقول؟ لا تسمح للإنسان أن يهلك، هذا الذي خلقته على صورتك. "لا تُرجع الإنسان إلى الغبار"، لا تتطلع إلى الجسم التافه، بل إلى استحقاق النفس. يكفينا أننا سمعناه مرة: "أنت تراب وإلى التراب تعود" (تك 3: 19)، وانسحقنا بسبب شعورنا بخطيتنا.
"لا تُرجع الإنسان إلى الغبار". لا تُرجعه بل تغَّيره، إذ تقول خلال كل الأنبياء: "ارجعوا يا بني البشر". لتكن هذه هي نهاية الخطية: التوبة، فيكون لكم الخلاص. "لا تُرجع الإنسان إلى الغبار" أرسل ابنك لكي يرفع جسد تواضعنا وبوسيلة حياة جديدة يرتفع إلى السماء متحررًا من عبودية الأرض.
القديس جيروم