غلبَت الدهشة والفضول على المرأة السامرية، فسألت الرب يسوع: «كَيفَ تَطلُبُ مِنِّي لِتشرَبَ، وَأَنتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» ( يو 4: 9 ). وقد وضعت إجابة الرب (ع10) أمام المرأة ثلاثة أمور:
أولاً: حقيقة أن الله هو العاطي «لَو كُنتِ تَعلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ».
ثانيًا: أنه أشار إلى العظمة الحقيقية غير المَرئية لشخصه. فهو الموصِّل لعطية الله «لَو كُنتِ تَعلَمِينَ ... مَن هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعطِينِي لأَشرَبَ، لَطَلَبتِ أَنتِ مِنهُ». كانت قد رأت فيه مجرَّد يهودي طلب منها جرعة ماء، ولكن عندما تعرفه، ستكتشف أنه حقًا واهب العطايا التي لا تُقدَّر بثمن.
ثالثًا: أوضحَ لها أن العطية هي الماء الحي «لَطَلَبتِ ... فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». وبذلك حوَّل أفكارها عن الشـيء الطبيعي إلى الروحي. ومرتين في سفر إرميا – على سبيل المثال – قدَّم يهوه نفسه على أنه «يَنبُوعَ المِيَاهِ الحَيَّةِ» ( إر 2: 13 ؛ 17: 13).