رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل فكرت يوماً أن في داخلك كل هذه العناصر وهي تدعوك في الكثير من الأحيان الى أن تكون في غربة عن ذاتك؟ هل تشعر اليوم فعلاً أنّك بحاجة الى الوحدة مع ذاتك؟ كيف؟ لماذا؟ قلنا أن الوحدة مع الذات بحاجة الى مسيرة. ارسم كما تتصور نقاط هذه المسيرة. هل هي ضرورية أم لا؟ ولماذا؟ الخلاصة: الانتباه في السعي الى معرفة الذات من السقوط في الأنا" أي أن يسعى الانسان الى تحقيق كيانه معتبرًا نفسه المرجع لذلك، وهنا تكمن الخطيئة وهي الكبرياء ومن جهة أخرى أن يرفض الانسان أن يحدد موقعه أمام الله وأمام الآخرين، والإحتباس في الأنا، هنا نقع في مرواغة القلب الذي يضع خيره في غير ما هو أساسي. وكل منّا يتكون من رغبات ملتبسة ومخاوف، وبحث عن أنفسنا وميول غير موجّهة توجيهاً صحيحاً، وافكار متقلبة غير ثابتة. وهنا تلعب الحرية دورها إذ تشعر بالثقل والضغط وتسلك بالانسان في طرق ملتوية ومنحرفة. نعود بالكلام حول المسيرة نحو الذات والتي تساعد على وحدة هذه الذات وتوحيد جهودها في سبيل خير الانسان. في البداية على الانسان أن يعي ذاته وكل ما في داخله وكل ما يمكنه أن يزعزع عملية الوحدة وأن يسعى إلى تخطي كل ما يعرقل هذه العملية. أن لا يتنكر الانسان لتاريخه الشخصي بكل أبعاده وأن لا يتنكَّر لتاريخ الله معه، على سبيل المثال الشعب اليهودي الذي في كل مرة كان يتنكر لعهد الله، فينقض عهد الله معه ويبتعد عنه وفي كل مرة كان الله يذكره بكل ما فعله معه. (الأمانة للتاريخ). أن يبحث الانسان عن الجوهري، الداخلي والتخلّي عن الخارجي والمظاهر, بمسيرة صادقة الى العمق. أن لا يهرب الانسان من ذاته، بسبب خوفه من الجلوس مع ذاته. أن يواجه الفراغ الذي في داخله ويسعى الى الملء، الذي هو من الرب. أن يستعين بمن يمكنه أن يرشده لبلوغ الميناء الذي يقصده بدون التوقف عند العواصف والأمواج والصعوبات التي تحاول عرقلة هذه المسيرة. الايمان أنه سيجد الكنز الذي يسعى للبحث عنه وأنه يستحق العناء. أن يحب نفسه وينفتح على نفسه كي يستطيع أن يحب الآخر وينفتح عليه. هناك موت في حياة الانسان عن القشور القاسية، العادات، الأقنعة، لكي يستطيع أن يولد ولادة جديدة. أن يصبر لتحقيق الهدف وبلوغ الكنز. أن يكون لكل شخص مرافق (مرشد روحي) اختبر هذا العبور بخبرة ومعرفة انسانية. يبيّن للمسافر هدف السفر وأهميته يساعده على تمييز صوت الحق حتى يتبعه و لا يضلّ، يساعده عند مفترق الطرقات على اختيار الطريق الصحيح، وهو يؤكد له أنّ الطريق غير مسدود. أن يعي الانسان أهمية العزلة ليتمكن من معرفة ذاته. وأهمية الصمت والاصغاء والتأمل بالطبيعة، بالمخلوقات وبكلمة الله. وفي خلاصة الكلام، نقول أن كلّ عناصر هذه المسيرة غير ممكنة التحقيق خارجاً عن علاقتي وانفتاحي على قلب الله، هو الذي ينير مسيرتي هو الذي يجعلني انساناً بكلّ معنى الكلمة، هو الذي يجعلني أتوق الى الألوهة والقداسة، هو الذي ينير زوايا ذاتي المظلمة ويضعني على الطريق الصحيح، ويجعلني أتخطى خوفي وترددي لأختبر هذا التحوّل من انسان مشتت، تتجاذبني الأفكار والمشاعر، والعادات، والعواطف، ... الى انسان يعيش في وحدة مع ذاته بحيث يبطن ويظهر الشيء عينه دونما تفرقة بين الداخل والخارج يصبح وحدة متناغمة تتدوزن على أوتار وحي روح الله الذي يرشد ويجدد ويطهّر ويوحّد، لأن هذه الوحدة التي نختبرها مع ذاتنا ومع الآخرين إنما هي مستمدة من هذه الوحدة مع الله بواسطة جسد ودم يسوع المسيح الذي يحوّلنا بتناولنا جسده الى جسده السري، الكنيسة الذي هو رأسها ونحن أعضاؤها |
|