رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المصالحة ودم المسيح قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أمَامَهُ ( كولوسي 1: 21 ، 22) لقد صُولحنا مع الله بموت ابنهِ، وقد ظهرت في هذا الموت قوة المحبة الإلهية وهي تشق طريقها إلى الصليب لإتمام المصالحة؛ مصالحة مَن هم في عداء مع الله. ولكننا نرى عاملاً آخر لإتمام هذه المصالحة هو دم الصليب، أي الدم الذي خرج وسال من جنب المسيح وهو على الصليب ( يو 19: 34 ). وما هي العلاقة بين الدم والمصالحة؟ نفهم أن الخطية عندما دخلت الى العالم ( رو 5: 12 ) جعلت الإنسان غريبًا عن الله، بل وهاربًا منه ( تك 3: 10 )، ومن هنا أخذ الله المبادرة لكي يستعيد الإنسان إلى العلاقة التي كانت معه قبل دخول الخطية، وهذا هو مفهوم المصالحة؛ استعادة العلاقة إلى ما كانت عليه قبل وجود السبب أو العائق الذى جعل عُرى هذه العلاقة تنفصم، ومن هنا كان الدم ضروريًا ولازمًا للتكفير عن الخطية التي فصلت الإنسان عن خالقه لإعادة العلاقة مِن جديد بين الإنسان والله. غير أنه يجب أن نفهم أننا نحن البشر الذين كنا بحاجة إلى المصالحة، وليس الله، لأن الله لم يكن أبدًا في وضع أو حالة العداوة معنا، لكنه عمل لاستعادتنا للعلاقة معه من جديد عن طريق المسيح، الذي استطاع أن يملأ الفجوة الهائلة التي كانت كائنة بيننا وبين الله، وهذا ما أكده الرسول بولس «قد صالحكم الآن في جسم بشريتهِ بالموت، ليُحضِركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامَهُ» ( كو 1: 21 ، 22). فالمؤمنون بالمسيح في كولوسي كانوا في وضع المُصَالحين مع الله، وهذا ينطبق أيضًا على جميع الذين آمنوا ويؤمنون بالمسيح. لكن كيف صالحنا؟ «في جسم بشريتهِ بالموت»؛ أي في جسد المسيح الحرفي الذي مات على الصليب، وذلك لأن دائرة عمل الخطية ونفوذها هي في ذلك الحيِّز أي الجسد الإنساني. فإن أقوى ما يمكن أن تفعله الخطية هو الموت ( رو 5: 12 )، ولذلك فالمسيح بجسده الإنساني وهو على الصليب، ذلك الجسد الخالي خلوًا مطلقًا من الخطية، استنفد وهو على الصليب كل سلطان الخطية وقوتها، فأبطَل مفعولها إلى الأبد، ليقوم كرأس الخليقة الجديدة، لكي تنتهي في صليب المسيح الخليقة القديمة إلى الأبد. وبالقيامة تأسست خليقة جديدة رأسها المسيح، هذه الخليقة الجديدة هي نحن المؤمنون الذين صرنا في وضع المُصَالحين مع الله. لقد أكمل المسيح مقاصد الله من جهة المصالحة التي تمت على الأرض للبشر، وستتحقق مستقبلاً لكل ما في السماء. الموتَ قد قبلتَهُ يا ربُ ذا الإنعامْ والخوفَ قد أبدلتَهُ صُلحًا كذا سلامْ |
|