رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح مصلوبًا اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا ( رومية 5: 8 ) إذا كان الله بارًا ويدين الخطية، أ يستطيع أن يُمارس المحبة في ملئها من نحونا نحن الخطاة؟ هنا يدخل موت المسيح وكفَّارته. فقد شاء ربنا يسوع المبارك أن يقوم – راضيًا - بهذه المهمة، ليُمجِّد الله بالتمام، ويُبيِّن المحبة المُطلقة من نحونا، محتفظًا في الوقت نفسه ببر الله الكامل. وهكذا حَمَلَ خطايانا، وجُعِلَ خطيةً لأجلنا، شرب الكأس المريرة التي ملأتها خطايانا، كأس الموت والدينونة. بذل نفسه لأجلنا، جُرِحَ لأجل معاصينا، وسُحِق لأجل آثامنا. أ ليست هذه محبة فائقة؟ ومع ذلك فهنا قد تجلَّت دينونة الله العادلة ضد الخطية بحيث لا أرى ذرة واحدة من التسامح معها. وما الذي كان يمكن أن يُظهر بر الله نظير موت ابن الله يوم جُعل خطية لأجلنا؟ هل كان في الإمكان الإشفاق عليه؟ أو كان يمكن أن تَعبُر هذه الكأس دون أن يشربها؟ لم يكن ذلك ممكنًا، فمَن كان له – إذن - أن يشربها، لو لم يشربها المسيح؟ هوذا نحن نقرأ أن المسيح بذل نفسه، قدَّم نفسه، وفي ذلك أرى كمال نفسه البارة كمالاً مطلقًا لا نظير له، وعلى صورة لا يتسنَّى أن تتوفَّر في غير الصليب. فيا لها من محبة! ويا له من تكريس وبذل لمجد الآب! وتلك ألفاظ خرجت من فمهِ الكريم: «ليس أحدٌ يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» ( يو 10: 18 )، «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيءٌ. ولكن ليفهم العالم أني أُحبُّ الآب، وكما أوصاني الآب هكذا أفعل» ( يو 14: 30 ، 31). قد تقول يا صديقي: كيف أن هذا العمل يُمجِّد الآب! أن يُسلِّم الرب نفسه لموتٍ قاسٍ وغضب لا يرحم؟ إن عِلَّة ذلك خطاياك؛ هي التي جعلت موته ضرورة حتمية. فإذا كان لمحبة الله أن تتجلَّى من نحوك فإنما عن هذا الطريق وحده، في صون القداسة، في عدم الاستخفاف والتسامح مع الخطية. فقد شاء الله ألاّ يُقصيك عنه بسبب خطاياك، ومن ثم أبعَدها هي - وإلى الأبد - لكي تبقى أنت قدامه في سلام، ولكي تعرف إله المحبة هذا. «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعدُ خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). رَبَّنَا أظهرتَ حُبًّا فَائقًا كُلَّ عَجَبْ بِالرِّضَى عنَّا شَربتَ كَأْسَ موتٍ وَغضَبْ قد حملتَ الإثمَ عنَّا والخطايا بالصليبْ فالسجودَ والثناءَ لكَ نُهدِي يا حبيبْ |
|