رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الله «تحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ» ( مرقس 12: 30 ) محبة الله: أكد الرب أن أول الوصايا هي محبة الرب من كل القلب «إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ» ( تث 6: 5 ). فرغبة الله هي محبته من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل النفس ومن كل القدرة. والله لا يقبل بديلاً للمحبة، والمحبة من كل الكيان. فالقلب المُنقسم لا يُرضيه. وإن كنا منه نستمد أنفاسنا «لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتحَرَّكُ وَنُوجَدُ» ( أع 17: 28 )، أ فلا نُبادله حبًا؟ وإن كانت هذه هي وصيته للشعب قديمًا، فكم تكون أهم، لمَن أعطاهم حياته الأبدية؛ أغصان كرمته!! «مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ»: القلب يُعبِّر عن هدف الحياة أو المحور الذي تدور حوله الحياة، وتتمركز. وعليه تُرتَب الأولويات. فما هو غرض قلوبنا الأول؟ أ هو محبة الله؟ والنفس هنا ترتبط أكثر بالأشواق والعواطف. فهل عواطفنا جيَّاشة تجاه الله؟ وهل نشعر بغمر عواطفه نحونا، فنتوق أن نُبادله محبة؟ هل نجلس في هدوء لنُقَيِّم كلفة الصليب الباهظة؟ أو نزور الجلجثة كل صباح؟ المحبة من كل الفكر؛ أضافها مرقس. فالله الآن أعلن ذاته لنا، وكل ما في فكره من جهتنا. فما عُدنا بحاجة لأي شيء خارج الله. وكل أفكارنا لو دارت حول الله ومحبته، لوَجدت شبعها وكفايتها. وكل قدراتنا يجب أن تُكرَس لله بالتمام، لصالحه، دون تحفظ. فكل شيء هو من الله ولله. قال الرسول عن الآب: «الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ» ( 1كو 8: 6 )؛ فكل شيء ينبع من الله؛ بمعنى أن كل قدرة فىّ، أيًّا كانت، أخذتها من الله. فكل ما نملك ذي قيمة؛ الكل هو من الله. أ فكثير عليه أن يُخصَّص له؛ بمحبة. لنُحبه من كل قدرتنا؟ الله طالب محبة: أحب الله الإنسان من البداية، وطلب محبته. أحب الشعب قديمًا؛ واختارهم لأنه أحبهم «لَمَّـا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ» ( هو 11: 1 ). والله بدأ مع الشعب برمز الفداء، ليستر خطاياه، «مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبُ الْمَحَبَّةَ» ( أم 17: 9 ). فالله طالب محبة. وبالنسبة لقديسي الكنيسة، لم يكتفِ الله، بطلب المحبة، لكنه سكب محبته في قلوبنا، من خلال الأقنوم الإلهي ( رو 5: 5 )؛ الروح القدس. فأصبحت المحبة الإلهية غامرة قلوبنا. وعلينا ألاَّ نعيقها، بل نحتضنها بكل إرادتنا؛ لتُعطر أفكارنا، وتسكبها قلوبنا جديدة ناضرة، في كل صباح، حياة في رضاه. |
|