رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تؤمنون بإله مات على الصليب ألا يستطيع الله أن يُخَلِّص الإنسان بدون موت الصليب؟ أولا يستطيع الله أن يُخَلِّص الإنسان دون أن يتجسد، كما تدَّعون، ويموت على الصليب؟ وهل الله عاجر عن غفران خطاياكم دون موته على الصليب؟ كثيرًا ما نُسأل أسئلة كثيرة، تحمل في مفادها كهذه الأسئلة، أو أي أسئلة آخرى في نفس السياق. في هذا المقال سنتكلم فقط على هذا النوع من الأسئلة: إن معظم هذه الأسئلة يسمونها في عِلم الدفاعيات، بأسئلة فَرْضِيّة؛ وهي أسئلة تفرِض على المجيب حقائق معينة، لا تسمح له بالتعقيب عليها. فالسؤالين السابقين يفرض بهما السائل عليك الحقائق التالية: أولا: فرض أن الله هو الذي مات على الصليب: إن هذا خطأ فادح، فالذي مات على الصليب هو جسد المسيح المادي وليس الله. الله تجلى في شخص بشرية المسيح، لكن الذي صُلب ليس الله، بل جسد المسيح. وهنا نود أن نسأل سؤال بسيط: عندما يُصلب أي إنسان، هل تُصلب روحه أيضًا معه؟ بالرغم من سخافة هذا السؤال وبديهية إجابته، إلا أن الكثيرين لا ينتبهون له. الصلب شيء مادي، وهو يصيب فقط الجسد المادي، الذي هو ليس الله ولا روح الله. فالكتاب يُعلم بأن الله روح، وليس جسد (يوحنا 4: 24)؛ وهناك آيات عديدة تؤكد بأن الذي مات هو جسد المسيح فقط؛ فلا نحتاج في المسيحية أن نبني مصيرنا الأبدي على تكهنات وإفتاءات وأساطير البشر: " ...فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية (أي جسد ضعيف مثلنا لكن بلا خطية) ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد." رومية 8: 3. إذًا المسيح لم يمت في الروح، لكن في جسد بشريته، الذي هو ليس الله، بل الجسد الذي تجلى به، كما يوضِّح الوحي أكثر ويقول: " فإن المسيح أيضًا تألم مرةً واحدةً من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يقرِّبنا إلى الله مُماتًا في الجسد لكن محيً في الروح." 1 بطرس 3: 18. ثانيًا: فرض حقيقة أن عمل الله معتمد على قدرته فقط: هل الله قادر على غفران خطايانا بدون الصليب؟ الإجابة على هذا السؤال هي نعم، الله قادر على غفران خطايانا بدون الصليب. من الخطأ الفادح أن نقول أن الله غير قادر على أي شيء، وهو قادر على كل شيء. لكن المشكلة هنا هي أن فِعلْ أي كائن عاقل، لا يعتمد على قدرته فقط بل على أرادته أيضًا. فمثلاً أنا قادر أن أقتل، لكن هذا لا يعني أني قتلت، أو أني قاتل؛ أو إنّي سأقتُل. فلكي أكون قاتلاً، يجب أن تجتمع قدرتي مع إرادتي. إذا من الخطأ أن نقول أن الله غير قادر، مثلاً أن يكذب أو يخطئ...إلخ، الله قادر أن يُخطئ، لكنه لا يخطئ، لأن هذا لا يتفق مع إرادته وطبيعته. إذًا الفرض الخطأ الثاني، في الأسئلة أعلاه، هو أن منطقهم يقول أنه بما أن الله قادر على غفران خطايا الإنسان بدون موت المسيح، إذا لا داعي لموت المسيح والصليب. وفي هذا المنطق يفرض عليك السائل، كما قلنا، أن أعمال الله مبنية فقط على قدرته؛ فهذا خطأٌ فادح، فأعمال الله أو أعمال أي كائن عاقل، مبنية على قدرته وإرادته معًا. وإلا، نستطيع أن نطبق هذا المنطق المُضل على كل شيء: أولا يستطيع الله أن يخلص الإنسان، بدون إرسال أنبياء؟ أو كتب مقدسة؟ أو معجزات؟ فبالتالي لا نحتاج أن نؤمن بالأنبياء، ولا بالكتب، ولا بالمعجزات؛ إلى أخره من الافتراضات المُضلة التي تجرد الله من إرادته. وأما عندما نتكلم عن تجلي الله في جسد بشرية المسيح، فيستخدم المعترضون المنطق المعاكس تمامًا. فنفس الذين يقولون لك أن الله لا يحتاج إلى الصليب، بناءً على قدرته فقط؛ يعترفون لك بأن الله قادر أن يتجلى في شخص المسيح، لكنه لا يمكن أن يفعل هذا أبدًا؛ وهي الفلسفة المناقضة تمامًا للفلسفة الأولى. إن هذا تخبُّط، هم بأنفسهم لا يرونه لأنهم عميان لا يرون. نصلي بأن يفتح الله أعينهم ليروا الحقيقة، ويعطينا حكمةً لكي نستطيع أن نقدم لهم رسالة واضحة، بقوة الروح القدس وحكمة الله، تيِّمز أفكار القلب ونيَّاته. |
|