إن الزمان والزمانين والنصف زمان لا يمكن أن يُقصد بها الثلاث سنوات ونصف التي فيها دنس أنطيوخس الهيكل كما ادعى بورفيري، لأن هذا يقتضي أن الغالب يتمتع بملكوت أبدي، وأن كل الملوك يخضعون له ويطيعونه، وهذا لم يحدث. إنما واضح أن الحديث هنا عن ضد المسيح الذي يملك لمدة 1290 يومًا أو ثلاث سنوات ونصف.
إن كان قد طُلب من دانيال أن يختم السفر، لأنه يحوي أسرارًا لا يعرفها الجميع، وإن كان دانيال نفسه يقول: "وأنا سمعت وما فهمت" [8]، لكنه في نفس الوقت يؤكد أن من كان طاهرًا ومُقدسًا سيفهم ما قيل ويصير حكيمًا، أما الأشرار فلا يفهمون. المعرفة والحكمة هنا أمر نسبي فبلاشك أدرك دانيال الكثير من أسرار انقضاء الدهر، لكن كما في مرآة، أو خلال الظل، لكن تزداد المعرفة بالنسبة للمؤمنين وتنكشف أمور كثيرة.
* لقد علق بأنه إذ يأتي المنتهى سينقص الأشرار الفهم، بينما المثقفون بتعاليم الله فسيستطيعون أن يفهموا. لأن الحكمة سوف لا تدخل النفس المنحرفة، ولا يمكنها أن تُفصح عن نفسها لجسدٍ خاضع للخطايا.