* وحيث إنني قلتُ إنك تبلغ خطوةً خطوة، فانظر في الأناجيل كيف أنّ المسيح أعطى مواهب النعمة مرارًا لتلاميذه بخصوص الأشفية وإخراج الشياطين، وتكلّم معهم عن غفران الخطايا لأجل التكميل النهائي قائلًا: "مَنْ غفرتم خطاياه تُغفَر له" (يو20: 23). إذن، فإن كان بسبب تعبك لأجل الله سيغفر لك خطاياك، فها هي الغاية التي أريدك أن تبلغها. أما إذا قرأت في الخطاب كلمات صعبة الفهم، فاسأل توأم نفسك ابني المحبوب سيريدوس وهو سيشرح لك بنعمة الله ما صعُب عليك فهمه، لأنني صلّيت إلى الله من أجله بخصوص ذلك أيضًا. إذن، فاركض أنت يا رجل الله في الطريق التي أُعِدّت لك حتى تصل بفرحٍ إلى ميناء المسيح الذي وصلنا إليه، وتسمع الصوت المملوء فرحًا ونورًا وحياةً وتهليلًا قائلًا لك: "نعمّا أيها العبد الصالح والأمين، كنتَ أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، اُدخل إلى فرح سيدك" (مت 25: 21). ليتك تفرح في الرب، ليتك تفرح في الرب، ليتك تفرح في الرب. والرب سيحفظ نفسك وجسمك وروحك من كل شرٍّ، ومن كل معاندةٍ شيطانية، ومن كل تصوراتٍ مزعجة. ليكن الرب نورك وحماك وطريقك وقوتك وإكليل فرحك ومعونتك الأبدية. انتبه لنفسك، لأنه مكتوبٌ: "لا أغيِّر ما خرج من شفتيَّ" (مز 89: 34).
القديس برصنوفيوس