* نحن نُفهم يا إخوتي بتلك السحب كما فهمنا السماوات أنها الكارزون للحق: الأنبياء والرسل والمعلنون لكلمة الحق... إن كانت السحب هي الكارزون بالحق، فلنسأل أولًا لماذا هم سحب. لأن البشر أنفسهم هم السماوات والسحب، سماوات لبهاء الحق، وسحب من أجل الأمور المخفية للجسد، فإن كل السحب غامضة وذلك بسبب قابليتها للدمار، ترتفع ثم تذهب. لهذا السبب، أي لذلك الغموض الذي للجسد، أي للسحب، يقول الرسول: "إذًا لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب سينير خفايا الظلام" (1 كو 4: 5). في تلك اللحظة سترون ما يقوله الإنسان، بل ما هو في قلبه، الذي لا تقدرون أن تروه الآن... نحن نُدعى سحبًا من أجل الجسد، ونحن كارزون بالحق في الجسد. لكن جسدنا يأتي بطريق ما، وجسده بطريق آخر. ونحن أيضًا نُدعى أولاد الله، أما هو فيُدعى ابن الله بطريق آخر. هو سحابة جاء من بتول، فهو ابن من الأزل، واحد مع الآب في الأزلية. "لأن من في السحاب يساوي الرب؟"
القديس أغسطينوس