رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يا سيِّد حسب كل رحمتك، اصرف سُخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم جبل قُدسك، إذ لخطايانا ولآثام آبائنا صارت أورشليم وشعبك عارًا عند جميع الذي حولنا" [16]. إن كانت خطايانا عظيمة وشرورنا كثيرة ونستحق الموت مئات المرات، لكن مراحمك أيضًا غير محصاة، لذا نطلب "كل" رحمتك. إذ ندخل بجرأة أمام عرش رحمتك، تصرف غضبك عن مدينتك التي نعتز بها، وعن جبل قدسك الذي اخترته لنتقدس نحن فيه، إذ عليه نُقدم لك الذبائح المرضية أمامك. فاسمع الآن يا إلهنا صلاة عبدك وتضرعاته، وأضيء بوجهك على مقْدِسك الخرب من أجل السيِّد" [17]. كأنه يقول له: قدم لنا الدليل على مصالحتك لنا بإشراق نور وجهك علينا، فنضيء بك.لم يطلب من الله أن يسمح لهم ببناء الهيكل الذي خُرب، وإنما أن يشرق بنوره على الهيكل، فإنه ليس بالحجارة يُبنى بيت الرب، بل بسكناه فيه ورضاه على شعبه. يختم الصلاة بطلب تدخل الله السريع ليس عن شعور بالاستحقاق وإنما من أجل نعمة الله. لم يطلب من الله الرحمة من أجل ذاته، ولا من أجل إسرائيل، وإنما من أجل الله نفسه، لكي يتمجد اسمه، إذ يرى الأمم عجائبه معهم. لم يجد دانيال ما يُقدمه لله ليبرر التمتع بمراحمه، إنما يجد في الله المحب إمكانية العطاء بسخاء. "كل رحمة الله" [16]... فمراحم الله عظيمة [18]، ومتسعة وتغفر كل خطايانا وعصياننا. · "من أجل مدينة الله جبل قدسه" [16]، فقد صارت في عاٍر بسبب خطايانا، لكنها هي مدينة الله وجبل قدسه. هنا تظهر إحساسات الرسول بالحرمان الشديد والمرارة، لأن مدينة الله والهيكل المقدس يحتلان قلبه، وقد حُرم منهما. · "من أجل السيِّد" [17]،أي من أجل الله نفسه. · "من أجل اسمه" الذي دعيَ على الشعب وعلى المدينة. |
|