رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أما الكبش الذي رأيته ذا القرنين فهو ملوك مادي وفارس. والتيس العافي ملك اليونان، والقرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الأول. وإذ انكسر وقام أربعة عوضًَا عنه، فستقوم أربع ممالك من الأمة ولكن ليس في قوته. وفي آخر مملكتهم عند تمام المعاصي يقوم ملك جافي الوجه وفاهم الحيل. وتعظم قوته، ولكن ليس بقوته. يُهلك عجبًا وينجح ويفعل ويُبيد العظماء وشعب القديسين. بحذاقته ينجح، أيضًا المكر في يده، ويتعظم بقلبه، وفي الاطمئنان يُهلك كثيرين، ويقوم على رئيس الرؤساء وبلا يد ينكسر" [22-25]. سبق لنا شرح ما ورد في العبارات السابقة. هنا يؤكد رئيس الملائكة لدانيال معنى الكبش والتيس، نازعًا أدنى شك من جهة تفسيرهما. هنا يدعو أطيوخس ملكًا جافي الوجه، أي أنه ملك ذو وجهٍ قاسٍ لا يلين، كما يدعوه فاهم الحيل أو الأحاجي، لأنه كان بارعًا في الخداع. تنبأ دانيال النبي عن أنطيخوس قائلًا: أنه بالسلام أو الاطمئنان يُهلك كثيرين [25]، وقد تحقق ذلك عندما أرسل قائده ومعه 22000 رجلًا إلى أورشليم كإرسالية سلام. وكان هؤلاء الجنود يدخلون ويخرجون حتى اطمأن لهم اليهود، وكان الرجال يُعاملون الشعب بلطف شديد، فلم يتشككوا في أمرهم. وفي يوم السبت إذ كان اليهود يعبدون في الهيكل صدرت الأوامر بقتلهم جميعًا، فقُتل الآلاف، وهكذا بالاطمئنان أهلك كثيرين. تنبأ أيضًا دانيال النبي عن قيامه ضد رئيس الرؤساء وانكساره بغير يد بشرية [25]، وقد تم ذلك حين قاوم أنطيوخس أبيفانس الله نفسه، رئيس الرؤساء وملك الملوك. وبقي هكذا لمدة أكثر من 6 سنوات (2300 يومًا). قاومه المكابيُّون، وعلى أيديهم تطهَّر الهيكل وتحققت النصرة عليه. سمع أن اليهود تحت قيادة المكابيِّين قد أزالوا تمثال جوبتر أوليمبياس من الهيكل الذي وضعه بنفسه هناك، فثار جدًا وجمع جيشًا ضخمًا وقرر إبادة الجنس اليهودي تمامًا، لكنه أصيب بألم حادٍ جدًا في أحشائه، ومات حالًا من شدة الألم، وهكذا هلك بسماحٍ إلهي دون استخدام يد بشرية. |
|