* لماذا لا نقول بأن نفس المسيح امتلأت بمصائب البشرية، وإن كان ليس بسبب خطاياها؟ يقول عنه نبي آخر، إنه حمل أحزاننا (إش 53: 4). ويقول الإنجيلي: "ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب" (مت 26: 37). وقال ربنا لهم عن نفسه: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت" (مت 26: 38). سبق فرأى النبي واضع هذا المزمور ما سيحدث، فتكلم عنه، قائلًا: "قد شبعت من المصائب نفسي، وحياتي إلى الهاوية دنت" [3]... والجسد (الكنيسة) مثل خورس يتبع قائده، يلزم أن يتعلم من رأسه أن تلك الأحزان ليست بسبب خطايا، إنما برهان على الضعف البشري.
نسمع عن الرسول بولس كعضوٍ رئيسي في هذا الجسد يعترف أن نفسه مملوءة بمثل هذه المصائب، إذ يقول إنه يشعر: "لي حزنًا عظيمًا ووجعًا في قلبي لا ينقطع... لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد، الذين هم إسرائيليون" (رو 9: 2-4) .