إن الأربعة الرِجَال البُرْص في حصار السامرة (٢ملوك٧: ٣-١١)، بعد أن أكلوا وشبعوا وارتووا واغتنوا، بدأوا يفكرون في الآخرين «ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هَذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ! فَإِنِ انْتَظَرْنَا إِلَى ضُوءِ الصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ. فَهَلُمَّ الآنَ نَدْخُلْ وَنُخْبِرْ بَيْتَ الْمَلِكِ». لذا قرروا أن يذهبوا ويُخبروا الآخرين - بقلوب ممتلئة شكرًا لأجل الخيرات التي وصلت إليهم – وقد ذهبوا، وهكذا خلصت المدينة. وإن هناك خطرًا إذا لم نفعل مثلما فعلوا، ونذهب لنُخبِر الآخرين ببشارة نعمة الله؛ أقصد خطرًا علينا «إِنِ انْتَظَرْنَا إِلَى ضُوءِ الصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ». إن أولئك البُرْص لم يتجاسروا على التأخير، ولم يجرؤوا على حبس “الأخبار المُفرحة”، معتقدين أن شرًا مُحققًا كان لا بد أن يأتيهم إذا هم قصَّروا، فمضوا بغير تردد ليُخبروا الآخرين. لقد وصل إلينا الإنجيل فخلَّصنا بدم المسيح الكفاري، ولكننا نُخاطر ونحتفظ بالبركة لأنفسنا، غير عالمين أننا إن كنا لا نتقدَّم في الحياة المسيحية، فلا بد أن نتأخر. إن سر النمو هو في النشاط؛ فإن كنا نرقد ولا نعمل شيئًا لأجل المسيح، فلا شك أننا نهزل ونضعف. من مستلزمات الحياة المسيحية الخدمة. فيجب أن نعمل للمسيح. نحن لم نخلص لكي نأخذ الفائدة لأنفسنا فقط، ولا لكي ننجو من العذاب ونذهب للسماء فقط؛ كلا، بل قد خلصنا لنخدم. إذا لم أستخدم عضلاتي تُصاب بالشلل، وإذا لم أجد شيئًا لأعمله للرب، أفقد قوتي ونشاطي.