ربما لا تصف العبارات حقيقة المشاعر والخواطر التي تملأ قلبك، كما أني أعلم أن ما أكتبه من أفكار وتأملات في ذاتها لن تصنع تغييرًا إن لم تدفعك نحو حضن إلهنا الصالح الحكيم. لا شك أن هذه الخواطر قاسية وتقود النفس للإنحناء والانطواء وتفتقر للبهجة والقوة. ما أكثر الذين أتعبتهم الحيرة والشفقة على الذات في وقت من الأوقات. كما أن تلك الأفكار الموجعة مؤقتًا هي في حد ذاتها بمثابة أدوات في يد الفخاري العظيم؛ يستعملها بأطرافها الحادة لكي يكسر كل كبرياء فينا، سواء كان ظاهرًا أو دفينًا، ويحليَّنا بالاتضاع الجميل، ويحمينا من الغرور البغيض. ليتنا نقبل هذه التدريبات الإلهية بشكر وصبر. لنثق أن الرب يستخدم كل الأشياء (بما فيها من حرمان ومحبطات) ليحقِّق قصده الصالح في حياتنا.