رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ مِثْلَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ، وَلاَ مِثْلَ أَعْمَالِكَ [8]. أعمال الله في الطبيعة وفي رعايته الفائقة للبشرية تشهد لوجوده وحبه، أما من لا يلمس ذلك فمهما حدثت من معجزات لا يؤمن بالله كما ينبغي. ليس من وجه للمقارنة بين الله، وأي كائن آخر، فهو وحده قادر أن يخلص إلى التمام، بإرادته وحكمته وحبه. يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يوبخ الوثنيين الذين يعبدون الأصنام كما يعبدون الملائكة أو أية طغمة سماوية. * لسنا نعرف الملائكة كما هم تمامًا. يتعبد الملائكة لله الواحد، ولا يؤيدون الناس الذين يرغبون في عبادة الملائكة لا الله. إذ نجد ملائكة من طغمة عالية يمنعون البشر من التعبد لهم، ويوصوهم أن يعبدوا الله الحقيقي (رؤ 19: 10). القديس أغسطينوس * كمثال، لا يقارن أحد الله بالإنسان، وأيضًا الإنسان بالحيوان، ولا الخشب بالحجارة، لأن طبائعهم مختلفة، ولكن الله فوق كل مقارنة، أما الإنسان فيقارن بإنسانٍ، والخشب بخشبٍ، والحجر بحجرٍ. القديس أثناسيوس الرسولي * لما جاء ربشاقي مع عساكر الأشوريين، كان يجدف على الله قائلًا إن آلهة البلاد لم تستطع على خلاص بلادها فكيف يخلص إلهكم أورشليم من صولة الأشوريين. فلما بلغت هذه التجاديف مسامع حزقيا الملك جُرح قلبه وتنهد إلى الله، وهتف قائلًا: ليس لك شبيه في الآلهة يا رب... قال القديس أثناسيوس إن المزمور يدعو الأنبياء آلهة، هؤلاء الذين صار فيهم كلام الله. فيقول النبي إنه ليس في الأنبياء من يقدر أن يصنع خلاص البشرية كما تقدر أنت أيها الإله الحقيقي، ولا مثل أعمالك، وذلك كما جاء الأنبياء. إنه ليس شفيع ولا ملك إلا رب خلاصهم. فالقديسون صنعوا أيضًا آيات، لكنهم لم يصنعوها بقدرتهم الذاتية، وإنما بالتماسهم قدرة الله. أما المسيح فيصنعها بقدرة لاهوته. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|