رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فأجاب دانيال وقال قدام الملك: لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري. لكني أقرأ الكتابة للملك وأُعرفه بالتفسير" [17]. أظهر دانيال استخفافه بالعطايا الزمنية قبل أن يقرأ الكتابة ويفسرها، لئلا يظن الملك أن الرفض ليس من أعماق القلب، وإنما لأن دانيال أدرك أن ملكه ينتهي، وكأن دانيال استغل الرؤيا لحسابه الشخصي. على أي الأحوال كما يقول القديس جيروم: [إن دانيال تبع الوصية الإنجيلية رافضًا أية مكافأة، إذ قيل: "مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا" ]. لم يرتبط قلبه بغنى أو كرامة أو سلطة، ومن جانب آخر أدرك أنه ليس في سلطان بيلشاصر أن يقدم هذه الأمور، لأن ساعة هلاكه قد حلّت. اختلفت طريقة تفسير دانيال للرؤيا هنا عنها مع نبوخذنصَّر. لقد أظهر استهانته بالمكافأة، للأسباب التالية. · خطية الملك هنا ليست عن جهل، فقد سبق أن عرف ما حدث مع جده. · هاجم بيلشاصر الله القدير. · مجَّد بيلشاصر الأوثان ومدحها بقصد إهانة الله الحيّ. جاءت الكتابة: "حُسبت، حُسبت، وزنت، انقسامات" ومعناها: أحصى الله مملكتك أو قيَّمها وأنهاها. وزنت بالموازين ووُجدت ناقصًا. تقسم مملكتك وتعطى لإمبراطورية مادي وفارس. يقول القديس جيروم: [إنه بهذا تحققت نبوة إشعياء النبي عن أنهيار مملكة بابل أثناء إقامة الوليمة بطريقة حرفية دقيقة، إذ يقول: "تاه قلبي، بغتني رعب، ليلة لذتي جعلها ليّ رعدة، يرتبون المائدة، يحرسون الحراسة، يأكلون، يشربون - قوموا أيها الرؤساء امسحوا المجن" (إش 21: 4-5)]. |
|