رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس بولس الصورة الثانية: + والصورة الثانية غريبة وغير متوقعة، فلقد جئ ببولس ثانية أمام فِيلكس، وللمرة الثانية نرى أن الرسول الباسل هو الشخص المسيطر على الرغم من السلاسل المقيدة له. وهذه الوقفة ليست في قاعة محاكمة بل في صالون استقبال! وقد دعاه فِيلكس وعروسه الشابة دروسيللا ليسمعاه. عن أي موضوع؟ عن الإيمان بيسوع المسيح الذي وقع بولس في الأسر بسببه! + ياللعجب! وليس من شك في أن بولس نفسه تعجّب للطلب قدر تعجّبنا نحن. ترى، هل كانت دروسيللا هي الحافز؟ إنها يهودية. وهي ابنة هيرودس الذي اضطهد الكنيسة وقتل القديس يعقوب. ولكن بولس لم يُشر إلى هذا الواقع بكلمة لأن الله وحده يعرف ما في قلبها ويعرف السبب الذي دفعها إلى الرغبة في أن تسمعه. وهو في الوقت عينه لا يفكر في إمكانية نجاته لأن رسالته العظمى هي شاغله الشاغل. + واستحوذ بولس على انتباههما. ولسنا ندري ما جال في أعماق دروسيللا ولكن فِيلكس ارتعد وهو يصغي إليه وهو يتكلم عن البر والتعقّل والدينونة، فقد أمسك ضميره بخناقة، لأن تاريخه فائض بالجريمة والخيانة وهتك الأعراض. والضمير هو صوت الله الحنون ينادي إلى التوبة. وبدا في لحظة ما كأنه يريد أن يتوب، ولكنه -كغيره كثيرين- لا يريد أن يتوب لفوره، فقال لبولس: "اذهب الآن ومتى حصلت على وقت أستدعيك". + آه! متى حصلت على وقت! وياللأسف أننا كثيرًا ما نقف هذا الموقف. ولكن علينا أن نتيقن بأننا في كل مرة نلتقي بالسيد المسيح ونؤجل "لوقت مناسب" نباعد بيننا وبين إمكانية التلاقي. لأن كل تأجيل مثل هذا يلقى بغشاوة على العين الباطنة ويزيد القلب قساوة. + وأواه لك يا فِيلكس! فذلك الوقت المناسب لن يتيسّر لك. ففي شهور قليلة ستُلقى بعيدًا عن وظيفتك الكبيرة وتتلاشى من التاريخ نهائيًا. وهذه العروس سيبتلعها بركان فيزوفيوس في ثوراته هي وابنها ليلة أن ابتلع مدينة بومبي بأكملها(1). كم كان يكون لخيركما لو أنكما أطعتما بولس ذلك اليوم وهو يحدثكما عن البر والتعقل والدينونة ويخبركما عن معنى الإيمان بالسيد المسيح. + ولكن قبل أن نلومهما علينا أن نفحص أنفسنا بدقة لنعرف أين نقف بالضبط من رب المجد؟ |
|