رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس في مواجهته الكهنة والفريسيين مواجهته الكهنة والفريسيين: + وأخذه إلى المعسكر وأمر جنده بأن ينزعوا عنه ملابسه ويجلدوه ليعرف بالضبط ماذا حدث. وصمت بولس وهم يعرّونه ويربطونه في عامود الجلد، وبعدها سأل الضابط: "أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟" (أع 22: 25). لقد كانت أهم مادة في التنظيمات الرومانية للشرطة هي الاحترام الواجب نحو الرجل الذي يقول في زهو: "أنا مواطن روماني!" واختشى ليسياس حين علم الحقيقة، وحمَى بولس من التعذيب، ولكن لا بد له من معرفة الحقيقة، ففي اليوم التالي دعا السنهدريم وأوقف بولس أمامهم. وما هي إلا لحظات حتى أمر رئيس الكهنة أن يضربوه على فمه. فأفلت الزمام من يد بولس وقال في شيء من الحدة: "سَيَضْرِبُكَ اللهُ أَيُّهَا الْحَائِطُ الْمُبَيَّضُ! أَفَأَنْتَ جَالِسٌ تَحْكُمُ عَلَيَّ حَسَبَ النَّامُوسِ، وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِضَرْبِي مُخَالِفًا لِلنَّامُوسِ؟!" (أع 23: 3). + وإذ علم بولس أن البعض فريسيون والبعض صدوقيون هتف: "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنَا فَرِّيسِيٌّ ابْنُ فَرِّيسِيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ" (أع 23: 6). وبهذه الكلمات شقّ الجمع، إذ انضم إليه الفريسيون مقاومين الصدوقيين. وللمرة الثانية اضطر كلوديوس ليسياس إلى أمر جنده بأن يخطفوه من وسط المجتمعين. + وهناك مَن ينتقدون الرسول الكارز على هذا الموقف. ولكنه لم يكن سوى إنسان تحت الآلام عرضة للسقوط، فمن الضروري أن نُذَكِّر أنفسنا بهذا الواقع. لأننا إذ نتأمل سجلُه الطويل البهير الذي رفعه الله إليه، نحتاج من وقت لآخر أن نتذكّر هذا الواقع لأنه سيعزّي نفوسنا ويرفعها، ويمكننا من أن نقول: "ما دامت نعمة الله قد أضفت النبل والسمو على مجاهد ضعيف سريع الاحتداد، وهو ليس سوى إنسان مثلي(1) - أليس لي رجاء أنا أيضًا أن يحقق شيئًا نبيلًا مني؟" |
|