* الكمال في السلام حيث كل شيءٍ مقبول؛ ولذا فإن فاعلي السلامة هم أبناء الله، إذ لا شيء يخالف الله، وعلى الأولاد أن يتشبَّهوا بأبيهم.
فاعلو السلامة في نفوسهم هم الذين يسيطرون على جميع ميولهم النفسيّة، ويخضعونها للعقل، أي للفكر والروح، وقد كبحوا جماح شهواتهم اللحميَّة، وصاروا ملكوت الله، حيث انتظم كل شيءٍ وراح ما هو سامٍ في الإنسان ورفيع يأمر ما دونه المشترك بين الإنسان والحيوان، ثم أن ما سما في الإنسان، أي الفكر والروح، هو عينه خاضع للأسمى منه، أي الله.
في الواقع يستحيل عليك أن تحكم من هم دونك، إن لم تخضع لمن هو أعلى منك، وذاك هو السلام الذي يهبه الله في الأرض لذوي الإرادة الصالحة...
أتريد السلام؟ اعمل برًا، يكون لك السلام، "السلام والبرّ تعانقا" (مز 85: 10).
القديس كبريانوس