رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنْ خَائِفِيه،ِ لِيَسْكُنَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا [9]. إذ يتقي المؤمن الله، يصير الخلاص قريبًا منه للغاية، ينبع من أعماقه الداخلية، حيث يقيم المجد في أرضه، إقامة دائمة وثابتة. أرضنا التي صارت تحت اللعنة تنبت شوكًا وحسكًا، يسكنها كلمة الله المتجسد، فيقطن فيها المجد الحقيقي، ويحوط حولها كسور نارٍ يحميها من سهام العدو النارية. لقد سبق فوعدنا: "وأنا يقول الرب أكون لها سور نارٍ من حولها، وأكون مجدًا في وسطها" (زك 2: 5). * "لأن خلاصه قريب من خائفيه" [9]. إني أظهر لك طريق الخلاص. أنا رحوم بالنسبة لك. بالرغم من أن هدايتك ليست كاملة، إلا إني أنا منتظرك. أعطيك فرصة للتوبة. هذا كله "ليسكن المجد في أرضنا". يدعوك للتوبة لكي ما أنت الذي كنت أبرص تقبل المسيح ضيفًا لك. * "لأن خلاصه قريب من خائفيه". لاحظوا أن الذين يخافون الرب، يكون قريبًا منهم، لأن الخوف ليس بعد الكمال، إنما المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجًا (1 يو 4: 18). نحن الذين نحب الرب لا يكون الرب قريبًا منا، وإنما فينا. "إني سأسكن فيكم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهًا، وهم يكونون لي شعبًا". (2 كو 6: 16). "ليسكن المجد في أرضنا" (مز 85: 9). هذه هي الأرض التي يُقال عنها في موضعٍ آخر في الكتاب المقدس: "الأرض أعطت غلتها" (مز 67: 6). غلة أرضنا هي خبز الحياة، الذي وُلد لأجلنا في بيت لحم. بيت لحم في الواقع يعني بيت الخبز. وهذا هو الخبز الذي جاء في بيت لحم، النازل من السماء، وهو لأجلنا. الخبز الذي تشتهي الملائكة الآن أن تتطلع إلى سرِّه (1 بط 1: 12). القديس جيروم * "نفسه تسكن في الخيرات، ونسله يرث الأرض" (مز 25: 13). أي أن نفس خائف الرب تسكن في الخيرات، فيبقى على الدوام في وفاقٍ معها. يمكن أن يشير النص إلى الإنسان وهو في الجسد أيضًا، إذ يعيش في مخافة الرب يسكن في الخيرات وفي السماويات، لأنه يملك جسده، ويتمتع بالسيادة عليه فيستعبده. ومن ثم يملك ميراث المجد ويتمتع بالمواعيد السماوية . القديس أمبروسيوس يعلق القديس أغسطينوس على هذه العبارة قائلًا: بأن الأرض كلها في ذلك الوقت كانت تعبد الأوثان فتخشى الشيطان لا الله، أما إسرائيل ففي ذلك الوقت كانت تخشى الله ولكن بفكر مادي بحت. * في العهد القديم كان الله يُخشى لئلا يسلمهم للسبي، أو تؤخذ أرضهم منهم أو تهلك كرومهم بواسطة البَرَدْ، أو تُصاب نساؤهم بالعقم، أو يؤخذ منهم أبناؤهم. لأن وعود الله الجسدية هذه قد أسرت أذهانهم، التي كانت إلى ذلك الحين قليلة النمو. فمن هذه الأمور كانوا يخافون الله. ومع ذلك فقد كان قريبًا منهم حتى وهم يخشونه لهذه الأسباب... الله الذي كان بعيدًا عن الأمم كان قريبًا منهم، كما قال الرسول: "فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين" (أف 2: 17). اليهود (كانوا قريبين) لأنهم كانوا يعبدون لله الواحد. من هم الذين كانوا بعيدين؟ الأمم، لأنهم تركوا ذاك الذي صنعهم، وعبدوا الأشياء المخلوقة. فإن الإنسان لا يكون بعيدًا عن الله من جهة المكان، وإنما من جهة الحب. أنتم تحبون الله فانتم قريبون منه. أنتم تبغضون الله فأنتم بعيدون عنه. أنتم في نفس المكان سواء كنتم في نفس المكان سواء كنتم قريبين أو بعيدين. القديس أغسطينوس |
|