أنا نبوخذنصَّر قد كُنتُ مطمئنًا في بيتي، وناضرًا في قصري" [4].
قبل أن يروي نبوخذنصَّر أحكام الله التي حلت به بسبب كبريائه، أعطى حسابًا عادلًا عن التحذير الذي وُجه إليه [4]، عندما كان مطمئنًا في بيته وناضرًا في قصره. مؤخرًا هزم مصر وبهذا كملت كل نصراته على سوريا وفينيقية واليهودية ومصر والعربية، وانتهت بالنسبة له الحروب في السنة 34 أو 35 من حكمه (حز 29: 17). أعطته هذه النصرات المتوالية فرصة ليمارس تشامخ قلبه وكبرياءه. شعر أنه لم تعد هناك غيوم في سماء حياته، وليس من ذراعٍ يقدر أن يقاومه أو يقف أمامه. ظن أن السلام قد حلّ والأمان أكيد.
يُترجم البعض كلمة "مطمئنselueh" "وفرة"، فإنه إذ ينال الإنسان بفيض يصير كالفرس الذي متى أكل طعامًا أكثر من اللآزم يجمح ولا يمكن لراكبه أن يضبطه ويقوده، ويتعرض الراكب للسقوط منه. لهذا كثيرًا ما يضبط الله بطوننا فلا يقدم لنا كل ما نشتهيه، ليس لأنه يطلب أن يحرمنا، بل لأنه يريدنا سالكين كما يليق بنا، فلا نسيء إلى أنفسنا ولا إليه.