ضرَبَ يسوع لَهم هذا المَثَل، فلَم يَفهَموا مَعنى ما كَلَّمَهم بِه
تشير عبارة " المَثَل " في الترجمة الأصلية اليونانية παροιμία وليس معناها "المثل: بل استعارة أي تشبيه بليغ حُذف أحد طرفيه (المشبه والمشبه به). الاستعارة تعني أكثر من "مثل" هي استعمال موسع للمجاز. والمجاز في الاصطلاح اللغوي يُقصد به غير معناه الحرفي بل معنى له علاقة غير مباشرة بالمعنى الحرفي. أمَّا المثل في اليونانية παραβολή فهو حديث موجز للموعظة أو للعبرة التي تهدف إلى توضيح أمر أو إيصال مفهوم معين. وهو في الأصل قصة تشبيهية أو استعارة تمثيلية مستمدة من الطبيعة أو من الحَياةُ اليومية، لإلقاء مزيد من الضوء على بعض الحقائق الروحية، والمثل أمر شائع في آداب كل الشعوب. أمَّا عبارة " فلَم يَفهَموا" فتشير إلى رسالة يسوع على الأرض التي لا تُفهم إلاَّ على ضوء الوحي النهائي، وهو سلام يسوع على الصّليب وعطية الروح القدس (يوحنا 2: 22). إنَّ الِصّورة معبِّرة لكن مستمعيه لا يريدون أحيانا أن يفهموا الحقيقية.