رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ [11]. في بيت الرب يشتهي المؤمن إلى يوم انطلاقه إلى المجد الأبدي، هذا الذي يتمتع به خلال مراحم الله نحو المخلصين في توبتهم ونموهم الروحي بالنعمة الإلهية. * "الرب يعطي رحمة ومجدًا" [11]. أولًا يهب غفرانًا للخاطئ، وبعد ذلك يمنحه إكليلًا . * محبة الله تحتضن كلًا من الرحمة والإخلاص. لو أنه فقط رحوم فإنه بهذا يدعونا جميعًا أن نخطئ (فيرحمنا). وإن كان فقط أمينًا (عادلًا) لما كان لأحدٍ رجاء في التوبة. لهذا فإن الله له كلاهما (الرحمة والعدل)، الواحدة تكمل الأخرى. فإن كنت خاطئًا الجأ إلى رحمة الله ولا تيأس، بل تب. ومن الجانب الآخر لا تكن متهاونًا، فإن الله بار ويحب المخلصين . القديس جيروم * "الله يحب الرحمة والحق" [11 LXX]. يحب الرب الرحمة، التي بها يأتي أولًا لمساعدتي. إنه يحب الحق، لكي ما يعطي من يؤمن بما يعد به (رو 11: 20). لتسمع في حالة بولس الذي كان أولًا شاول المضطهد. لقد احتاج إلى الرحمة، وقد قال بأنها أظهرت له. "أنا الذي كنت قبلًا مجدِّفًا ومضطهدًا ومفتريًا ولكنني رُحمت... ليُظهِر يسوع المسيح فيَّ أنا أولًا كل أناة، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية" (1 تي 1: 13، 16). حتى متى تقبل بولس الغفران عن مثل هذه الجرائم الخطيرة لا ييأس أحد من أن تُغفر له أية خطايا... إننا نرى بولس يقتنيه مدينا، إذ ينال رحمة، طالبًا الحق... لقد جعل الرب نفسه مدينًا لا بنوال شيء وإنما بتقديمه وعود. لا يُقال له رد ما قد تقبلته، وإنما رد ما قد وعدت به... "إنه يحب الرحمة والحق". إنه يعطي نعمة ومجدًا. أية نعمة إلا تلك التي قال عنها نفس الشخص: "بنعمة الله أنا ما أنا" (1 كو 15: 10)؟ وأي مجد إلا ما قال عنه: "قد وُضع لي إكليل المجد" (راجع 2 تي 4: 8)؟ القديس أغسطينوس * أعني أن الله لا تسره الذبائح الناموسية، بل عمل الرحمة والمحبة للحق الذي هو ربنا يسوع المسيح القائل: "أنا هو الحق". فمن يصنع الرحمة ويحب الحق يغنيه الله بنعمته في هذا الدهر الحاضر، وبالمجد في الدهر الآتي، ولا يعد الخيرات في الدهرين، لأنه اتكل عليه (أي على الله). الأب أنثيموس الأورشليمي |
|