رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إقامة تمثال ذهب: "نبوخذنصَّر الملك صنع تمثالًا من ذهب، طوله ستُّون ذراعًا وعرضه ست أذرع، ونصبه في بقعة دورا في ولاية بابل" [1]. يرى بعض الحاخامات أن نبوخذنصَّر أراد أن يزيل أثر الحلم على الشعب في كل مملكته، إذ شعر أن كثيرين مجدوا إله إسرائيل، لذلك أقام هذا التمثال ليشغل أذهان الناس. هل كان هذا التمثال لشخص نبوخذنصَّر ليقيم نفسه في مصاف الآلهة أم للإله بعل، الإله الرئيسي للدولة، أم لإله جديد؟ لم يذكر دانيال النبي. لكن الرأي الغالب أنه أراد تأليه ذاته. فإن كان قد اتضع إلى حين أمام دانيال النبي، سرعان ما ثار فيه حب المجد الباطل والكبرياء. ربما خشي الملك بعد انتشار موضوع حلمه أن يثير اليهود الأمم ألاَّ يعبدوا آلهة الملك، لذا أقام الملك هذا التمثال كاختبار لكل الشعوب التي سباها إن كانت خاضعة له ولعبادته أم لا. لقد نصبه في سهل دورا أو في المدينة المفتوحة. بسبب ضخامة التمثال ظن بعض النقاد أن القصة غير تاريخية. لكن يُرد على ذلك بأنه ليس من الضروري أن يكون التمثال كله من الذهب الخالص، إنما مغطى بالذهب. وأن أبعاد التمثال تحوي القاعدة الضخمة التي عليها التمثال. "ثم أرسل نبوخذنصَّر الملك ليجمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة، والفقهاء والمُفتين وكل حُكام الولايات، ليأتوا لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصَّر الملك. حينئذ اجتمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة، والفقهاء والمُفتون وكل حكماء الولايات لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصَّر الملك، ووقفوا أمام التمثال الذي نصبه نبوخذنصَّر الملك ونادى مُنادٍ بشدةٍ: قد أُمرتم أيها الشعوب والأمم والألسنة عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل أنواع العزف أن تخرُّوا وتسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصَّر الملك. ومن لا يخر ويسجد ففي تلك الساعة يُلقى في وسط أتون نارٍ متقدة. لأجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير وكل أنواع العزف خرّ كل الشعوب والأمم والألسنة وسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصَّر الملك" [2-7]. كانت أبعاد التمثال تُشير إلى النقص، فنحن نعلم أن رقم 7 يُشير إلى الكمال، بينما رقم 8 يُشير إلى ما بعد الكمال الزمني (لأن الزمن يتكون من 7 أيام الأسبوع)، وكأن رقم 8 يعني تعدي الزمن، وقد قام السيِّد المسيح في اليوم الأول من الأسبوع الجديد، أو الثامن من الأسبوع السابق. أما رقم 6 فيُشير إلى النقص لهذا فإن اسم الدجال 666 (رؤ 13: 13-18)، أي النقص الأكيد. والتمثال هنا طوله ستُّون ذراعًا وعرضه ست أذرع [1]. استخدم نبوخذنصَّر كل وسيلة لكي يتعبد الكل لتمثاله. استخدم الجيش مع العظماء يتقدمون الصفوف لكي يرهب عامة الشعب، كما استخدم كل أنواع الموسيقى في ذلك الحين لإثارة المشاعر. هكذا في كل جيل يستخدم عدو الخير كل وسيلة ليسحبنا إلى التعبُّد له بوسيلة أو أخرى، أو ينحرف بالبشر نحو طريق الخطية، واعتبار الحياة المقدسة حياة عصيان على المجتمع. سجدت الشعوب للتمثال، سواء كان للبعل أو للملك أو لإله آخر، ليس بروح التقوى وإنما بناء على أمر الملك، الذي هدد لا بالموت فحسب بل وبالتعذيب، حيث يُلقى العصاة في أتون نارٍ. |
|