"وعيَّن لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبه لتربيتهم ثلاث سنين وعند نهايتها يقفون أمام الملك.
وكان بينهم من بني يهوذا دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا.
فجعل لهم رئيس الخصيان أسماء، فسمى دانيال بلطشاصر، وحننيا شدرخ، وميشائيل ميشخ، وعزريا عبدنغو" [5-7].
لماذا عيَّن لهم الملك أن يأكلوا من أطايبه؟
في شيء من الخبث أمر الملك بذلك، ففيما يحمل مظهر الملك الكريم في معاملاته بالمسبيين، يدخل بهم إلى حياة الترف التي تنزع عنهم روح الثورة ضده لحساب بني جنسهم. فإن كان بالقوة سباهم من بلدهم، فبالترف أراد نزع انتمائهم إلى بلدهم. وكأنه أراد تحطيم يهوذا بالعنف كما باللطف، مستخدمًا كل وسيلة لهدمهم. أما تحديد مدة التدريب بثلاث سنوات بعدها يقفون أمام الملك، فإن رقم 3 تُشير إلى القيامة. فالسيد المسيح بقيامته قدم لنا سرّ الرقم 3 ليهبنا حياته المُقامة، ويرفعنا من الترف إلى السماء. ونبوخذنصر قدم لهؤلاء الفتية سرّ الرقم 3، ليُقيمهم لا إلى السماء بل إلى بابل. فيموتوا عن وطنهم ليحيوا بفكر جديد كلداني.
كانت أسماء الأربعة الذين من سبط يهوذا تُذكرهم بانتسابهم لله إلههم ومعيته أو وجودهم في حضرته.
· فدانيال معناه "الله ديانيّ".
· وحنانيا "يهوه حنان أو مترفق".
· وميشائيل أو ميخائيل معناه "من مثل الله"، أو الذي يتشبه بالله.
· وعزاريا معناه "من يعينه يهوه".
يبدو هنا اهتمام آباء هؤلاء الشبان بخلاص نفوسهم بكل وسيلة حتى خلال أسمائهم ليدركوا ارتباطهم بالرب. وكما جاء في سفر الأمثال: "ربِ الولد في طريقه فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه" (أم 22: 6).