إذ عرض شروره الكثيرة في ظلمه لأخيه أصدر الحكم: "فإنه قريب يوم الرب على كل الأمم، كما فعلت يفعل بك، عملك يرتدّ على رأسك، لأنه كما شربتم على جبل قدسي يشرب جميع الأمم دائمًا يشربون ويجرعون ويكونون كأنهم لم يكونوا" [15-16]. إن الحكم صادر على الجميع "كما فعلتْ يُفعل بك". هذا هو مبدأ أو قانون يوم الرب العظيم. وكما يقول الرب: "بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم" (مت 7: 2).
يرى الدارسون أن الشرب هنا إنما هو لكأس خمر غضب الله، فإن كان الله قد أعطى شعبه أن يشرب هذا الكأس بسبب خطاياه، فسيشربه أدوم أكثر مرارة وأيضًا جميع الأمم بسبب شرهم وكما جاء في سفر إرميا: "خذ كأس خمر هذا السخط من يدي واسْقِ جميع الشعوب الذين أرسلك أنا إليهم إيّاها. فيشربوا ويترنحوا ويتجننوا من أجل السيف الذي أرسله أنا بينهم" (إر 25: 15-16)... أما هنا فيقول: "يشربون ويجرعون ويكونون كأنهم لم يكونوا". بمعنى أنهم كلما نالوا عقوبة يشربونها ويبتلعونها فتظهر عقوبة أشد فتبدو السابقة كلا شيء قدامها.