"إن كنت ترتفع كالنسر، وإن كان عشك موضوعًا بين النجوم، فمن هناك أُحدِرك يقول الرب" [4]. هكذا يحدر الله المتكبرين، الذين يطلبون لأنفسهم المرتفعات في هذا العالم. فقد حسب أدوم نفسه كالنسر إذ أقام عشه فوق قمم الجبال وسط الغابات (تشبه عش النسر وسط النجوم العالية)، إنه قد صار وسط النجوم، لكن هذا لا يعني أنه ليس في متناول يد الله. لقد حمل أدوم فكر إبليس أبيه، الذي في كبريائه تشامخ إذ يقول له الرب: "أنت قلت في قلبك أصعد إلى السموات، أرفع كرسيّ فوق كواكب الله، وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلي، لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب" (إش 14: 13-14). إذ سقط الشيطان عن فكره الملائكي المتضع اشتهى أن يقيم كرسيه فوق النجوم فانحطّ إلى الهاوية، أما السيد المسيح الذي هو فوق كل خليقة فقد نزل إلينا على الأرض فجاء نجم من السماء يكرز به!