الحديث في هذه النبوة موجه إلى أدوم الشامت في أخيه إسرائيل. وفي كبرياء قلبه وحبه للظلم والاستبداد. اشترك في تحطيمه يوم سبي أورشليم... فجاءت النبوة تؤكد مبدأ روحيًا هامًا ينطبق على كل بشر. "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك" [15]. إذ زرع شرًا وظلمًا وتحطيمًا إنما يجنيه في حياته. وكما أنه سفر النفس المتكبرة الساكنة في الجبال الشامخة تظلم وتحطم وتشمت في نكبات الآخرين، فهم أيضًا سفر إسرائيل الذي سقط ذليلًا في السبيّ وتعرض لقساوة قلب أدوم أيضًا مع بابل، فالله الذي سمح له بالتأديب في حزم ينتشله، بل ويجعل من جبل صهيون مركز نجاة روحية ويكون مقدسًا وميراثًا للرب، ونارًا روحية تحرق الشر وتلهب القلب بحب ملكوت الله، إنما في الواقع رسالة موجهة إلى كل قلب سقط في مرارة تحت التأديب لكي لا يحطمه اليأس، بل يدرك خطة الله الخلاصية.
يختم النبوة بإعلانه "ويكون المُلك للرب" [21]... هذه هي غاية العمل الإلهي، إنه يملك على كل قلب، ويقيم عرشه فينا!