قالوا عن الأب مياثيوس أنه كان يخرج من قلايته حتى إن جاءه فكر يدعوه عدم مغادرة المكان. ولم يكن يعود إليها، لأنه لم يكن يملك شيئًا ماديًا من هذا الزمان الحاضر، سوى آلة حادة كان يقطع بها الخوص. وكان ينجز في اليوم الواحد ثلاث سلال، أي مقدار ما يحتاج إليه من أجل الطعام. الصوم قالوا عن مياثيوس آخر، أنه كان متواضعًا جدًا، وكان قد تدرّب على يد مصريين عديدين وعاشر شيوخًا كثيرين أمثال الأب سيصوي والأب بيمن. وقد أقام عند نهرٍ صغيرٍ في سيناء. وحدث أن زاره أحد القديسين كما قال هو نفسه وقال له: كيف تمضي وقتك في هذه البرية يا أخي؟ أجابه: أصوم كل يومين وآكل خبزة واحدة فقط. فقال لي: إذا أردت أن تسمع لي، تناول طعامًا كل يوم مقدار نصف رغيف. فلما فعل كما أوعز إليه وجد راحة. سأل بعض الآباء الأب مياثيوس قائلين: إذ فضل طعام لليوم التالي، هل تريد أن يأكله الإخوة؟ قال: إذا فسد، لا يحسن أن نلزم الإخوة به لئلا يمرضوا، لذا نرميه. ولكن إذا كان شهيًّا صالحًا للأكل ورُمي بسبب الترف، وطبخ سواه، فهذا أمر رديء. الحياة الجماعية البناءة:
وقال أيضًا: في البدء، لما كنّا نجتمع معًا ونتباحث في أمور نافعة، بانين بعضنا بعضًا، كنّا نصير أجواقًا أجواقًا ونرتفع إلى السموات. ولكن الآن عندما نجتمع ليدين أحدنا أخاه، فإننا نهبط إلى أسفل.