|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ. [17] إن كانت الأمم المقاومة للحق الإلهي تشٌبه بزواحف الأرض التي تلحس التراب، فإن الله في حبه يسمح لعدو الخير أن يجربنا، لكن في التجربة يلمس عدو الخير -الحية القديمة- ما فينا من ترابٍ، لكي ما نتزكى أمام الله. وكما يقول القديس أمبروسيوس في حديثه عن التوبة أن بولس الرسول طلب من أهل كورنثوس أن يُسلم الزاني للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص نفسه (1 كو 5: 5) حيث يلحس الشيطان ما فيه من ترابٍ، أما نفسه فلا يمسها! كل ما يستطيع عدو الخير وجنوده أن يفعلوا هو أن يلحسوا التراب الذي يلحق بأرجلنا. وكما يقول المرتل: "وأعداؤه يلحسون التراب" (مز 72: 9). ويقول الرب نفسه للكنيسة: "يَسْجُدُونَ لَكِ، وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ، فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ" (إش 49: 23). يقول العلامة أوريجينوس أنه قد صدر الحكم على الإنسان بعد سقوطه: "أنت تراب وإلى ترابٍ تعود" (تك 3: 19)، أما وقد تمتع بالشركة مع آدم الثاني فيسمع الصوت الإلهي: "أنت سماء وإلى سماءٍ تعود". فعمل الراعي الصالح أن يحولنا من اللعنة الأولى في آدم الأول إلى البركة في آدم الثاني، فنصير سماءً مقدسة. بهذا لا تجد الحية فينا ما تأكله، إذ لا تجد التراب مأكلها. |
|