رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصرة النعمة الإلهية: يختم النبي السفر بالمجد له، مسبحًا الله الذي من هو مثله: أ. إنه إله الحب الغافر [18]. ب. إله القوة المخلَّصة [19]. ج. إله الأمانة الدائمة [20]. مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ، وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. [18] هذه هي مسرة الله، أن يغفر، واهبًا رحمته، معلنًا عن حبه. يستخدم ميخا اسمه الذي يعني "من مثل الله؟" ليسبح الله كغافرٍ للخطايا. يرى الحكيم سليمان أن المؤمن العاقل أو الحكيم يقتدي بالله غافر المعاصي لإخوته المخطئين إليه: "تعقل الإنسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية" (أم 19: 11). في حديث البابا أثناسيوس عن مساواة الابن والآب ووحدتهما يقدم هذه العبارة عن دور الآب في مغفرة الخطايا ثم يكمل: [ولكن الابن قال لمن أراد: "مغفورة لك خطاياك". كمثال عندما تذمر اليهود أعلن عن مغفرة الخطايا بالعمل، قائلًا للمفلوج: "قم، احمل سريرك واذهب إلى بيتك" (مت 9: 6)]. * "من يقدر أن يغفر خطايا إلاَّ الله وحده" (مر 2: 7). فإنهم إذ وضعوا بأنفسهم هذا التعريف، وضعوا القاعدة، وأعلنوا الناموس، أراد أن يربكهم بذات كلماتهم. يقول: "لقد اعترفتم بأن غفران الخطايا خاص بالله وحده، إذن فمساواتي له (للآب) ليست موضع تساؤل". فإنه ليس هؤلاء الرجال وحدهم أعلنوا هذا، وإنما قال النبي هكذا: "من هو إله مثلك؟" وعندئذ أشار إلى السمة الخاصة به، مضيفًا: "غافر الإثم، وصافح عن الذنب" (مي 7: 18). إذن إن ظهر أحد هكذا يفعل ذات الأمر فهو الله، هو الله الواحد. لنلاحظ كيف حاورهم المسيح بوداعةٍ ورقةٍ وكل حنوٍ . القديس يوحنا الذهبي الفم * إن كان الكلمة مخلوقًا، فكيف يمكنه أن يبطل حكم الله ويغفر الخطية، بينما كُتب في الأنبياء أن هذا من عمل الله؟ فإنه "من هو إله مثلك غافر الإثم ومتغاضً عن المعصية؟" بينما يقول الله: "إنك تراب وإلى التراب تعود" (تك 3: 19)، ويصير كل البشرية مائتين، كيف في إمكانية المخلوقين أن يبطلوا الخطية؟ لكن الرب نفسه هو الذي يبطلها، إذ يقول بنفسه: "إن لم يحرركم الابن" (انظر يو 8: 36)، فالابن الذي يحرر يظهر بالحق أنه ليس مخلوقًا ولا من بين المخلوقات، بل هو الكلمة الذاتي، وصورة جوهر الآب، الذي أصدر في البداية الحكم (بموت آدم) وهو وحده يمحو الخطايا. وإذ قيل بالكلمة: "أنت تراب وإلى التراب تعود" هكذا صار لائقًا أنه بالكلمة ذاته وبه تتحقق الحرية ويصير إبطال الدينونة. البابا أثناسيوس الرسولي * لكي تعرف مدى عظمة معجزة مغفرة الخطايا، أقدم لك نبيًا كشاهدٍ ليّ. هذا النبي يظهر أن مغفرة الخطايا ليست من عمل أحدٍ غير الله وحده عندما يقول: "من هو إله مثلك غافر الإِثْمَ وصافح الخطايا؟" (مي 7: 18). فإن جلب النفوس إلى الملكوت أعظم من تحطيم الموت. لقد قاد النفوس إلى الملكوت، وقد فعل هذا بقوته. القديس يوحنا الذهبي الفم * ليتنا لا نصغي إلى الشيطان عندما نُقتنص في متاعب العالم، سواء خلال ألمٍ جسديٍ أو فقدان أبناء، أو متاعب أخرى. ليتنا لا نستمع إلى الخصم إذ يقول: "الآن، أين هو الرب إلهك؟" (مي 2: 17)، عندما نعاني من ألمٍ عنيفٍ يلزمنا أن نحذر من تجاربه، فإنه يحاول أن يضل النفس القلقة. إذ تتطلع النفس إلى أعمال الله العجيبة ترى نفسها أنها في السماء فعلًا، بينما يزحف الشيطان حولها مثل حيَّة على الأرض. هكذا يقول النبي: "من هو الله مثلك، غافر الآثام وماحي المعاصي لبقيَّة ميراثك". القديس أمبروسيوس يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. [19] يطرح الله خطايانا في أعماق بحر محبته الغافرة، فلا يعود يذكرها. يقول إرميا النبي: "مراحمه جديدة في كل صباح" (مرا 3: 23)، فمع كل صباح نتطلع إليه كأبٍ غافرٍ لخطايا أبنائه، وساكب الحب في قلوبهم، يردهم دومًا إليه. إنه يطرح خطايانا كما في البحر الأحمر مع فرعون وجنوده، فلا يعود يذكرها. وكما قيل عن الإنسان التائب: "كل معاصيه التي فعلها لا تُذكر عليه؛ في برِّه الذي عمل يحيا" (حز 18: 22). ويقول الرب: "قد محوت كغيمٍ ذنوبك، وكسحابةٍ خطاياك. ارجع إليَّ لأني فديتك" (إش 44: 22). * يليق بنا أن نعطي ثوبًا لمن ليس لديه ثوب نهائيًا. من هو الشخص الذي بلا ثوب؟ إنه ذاك الذي ينقصه الله تمامًا. لذلك وجب علينا أن نجرِّد أنفسنا ونعطي من هو عارٍ. واحد له الله، وآخر ليس له الله نهائيًا، لنعطي ذاك الذي ليس له الله. يقول النبي في الكتاب المقدَّس: "يلزمنا أن نطرح خطايانا في البحر". يكمل يوحنا: "من له طعام فيفعل هكذا" (لو 3: 11). من معه طعام فليعطي من ليس معه نهائيًا. يليق به أن يعطيه بسخاء، ليس فقط الملبس، بل أيضًا ما يمكن أن يأكله. العلامة أوريجينوس * إنها نعمة المعمودية التي تُشير إليها نبوة ميخا: "يعود يرحمنا، يدوس آثامنا، وتُطرح في أعماق البحر جميع خطايانا (خطاياهم)" (مي 7: 19) . القديس جيروم تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ، وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ. [20] إنه أمين، سبق فوعد إبراهيم بالرأفة وأكد وعده ليعقوب، ويبقى يتمم وعوده لآبائنا القديسين مادمنا نسلك بروح الإيمان العامل بالمحبة. أقسم الرب ونحن نؤمن أنه حتمًا يتمم وعوده لنا (عب 6: 18-20). |
|