رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفردوس ... جنة المسرات فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس ( لو 23: 43 ) كلمة "فردوس" من أصل فارسي معناها "جنة المسرات". وفردوس العهد الجديد ـ إذا جاز أن نقول هذا ـ هو "عدن السماوية"، حيث السلام الكامل والبهجة الخالصة والنعمة التي لا يُنطق بها. وبناء على عمل المسيح الكفاري على الصليب، دخلت نفس اللص التائب إلى الفردوس كما قال له الرب: «اليوم تكون معي في الفردوس». وإجابة الرب للص التائب، تجعلنا نعلم مصيرنا كمؤمنين عندما نرقد في الرب في انتظار مجد الصعود لملاقاته في الهواء. وهناك فقرة أخرى في العهد الجديد تكلمت عن الفردوس. ويا له من منظر بديع نجده مصورًا في الجزء الأول من 2كورنثوس12 حيث يصف الرسول اختبارًا تمتع به منذ أربع عشرة سنة خَلَت، فيقول: «أعرف إنسانًا في المسيح قبل أربع عشرة سنة. أ في الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختُطف هذا إلى السماء الثالثة. وأعرف هذا الإنسان: أ في الجسد أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. أنه اختُطف إلى الفردوس، وسمع كلمات لا يُنطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها» ( 2كو 12: 2 - 4). فكان ذلك المنظر وذلك الكلام الذي سمعه لا يمكن التكلم عنه لأنه لا تستطيع أية لغة أن تصفه. وفي استخدام التعبير «إنسان في المسيح» و«هذا الإنسان» ما يشير إلى أن التمتع بالفردوس ليس امتيازًا لبولس لأنه رسول، ولكن لأنه «إنسان في المسيح»، فهو حق لكل مؤمن، لأن كل المؤمنين الحقيقيين هم «في المسيح» ولهم هذا اللقلب، وهو نصيب كل مؤمن عند رقاده «في المسيح». فجسده يرقد في القبر، ولكن روحه السعيدة تدخل الفردوس ـ مكانها الخاص. وهذا هو فرح كل مؤمن. إن إجابة الرب يسوع للص التائب، وأيضًا اختبار الرسول بولس يُظهران لنا البركات التي تنعم بها أرواح المؤمنين، بينما هم ينتظرون قيامة أجسادهم وتغييرها على صورة جسد المسيح. ولذلك يقول الرسول نفسه: «نُسَر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب» و «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح» ( 2كو 5: 8 في 1: 21 ). إنها ليست خسارة، ولكن ربح عظيم للمؤمن أن ينطلق ويكون مع المسيح «والموت هو ربح» (في1: 21). فمجدًا لابن الله وابن الإنسان الذي أنار لنا الطريق وأعطانا بركات الفردوس. |
|