رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقام المؤمن وسلوكه لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب .. ليجمع كل شيء في المسيح ( أف 1: 6 ، 10) يُعتبر التعبير "في المسيح" واحداً من التعابير الرئيسية في رسالة أفسس، ونرى حقيقتين مترابطتين في العهد الجديد: حقيقة مقام المؤمن، وحقيقة سلوكه. أولاً: مقام المؤمن. كل إنسان في العالم يكون إما "في آدم" وإما "في المسيح". والذين هم "في آدم" هم في خطاياهم. لذلك فهم محكوم عليهم أمام الله ولا يمكنهم أن يعملوا أي شيء من نفوسهم لينالوا رضى الله، إذ ليس لديهم عند الله ما يطالبونه به. وإن كان لهم أن يأخذوا ما يستحقون، فنصيبهم الهلاك الأبدي. أما عندما يرجع الإنسان إلى الله ويولد من جديد، فيصبح في نظر الله غير محكوم عليه كابن آدم، بل بالحري يكون "في المسيح" ويُقبل على هذا الأساس. ومن المهم أن نميز ذلك، فالخاطئ لا يُقبل في ذاته بل بالحري يُقبل لأنه في المسيح. وعندما يصير "في المسيح" مكسواً بمقبوليته أمام الله، يقف مُبرراً ويحظى برضى الله وقبوله كما قُبل المسيح، أي إلى الأبد. وهكذا يتحدد مقام المؤمن بما هو عليه "في المسيح". أما في الوجه الآخر للصورة فهو سلوك المؤمن، أي ما هو عليه في ذاته. فمركزه كامل لكن سلوكه ناقص. ومشيئة الله هى أن يتوافق مسلكه مع مركزه. ولن يصل هذا إلى الكمال إلا عندما يصل إلى السماء. لكنه ما دام على الأرض ينبغي أن تستمر عملية التقديس والنمو والتشبه بالمسيح يوماً فيوماً. وعندما نفهم الفرق بين مقام المؤمن وحالته، يتسنى لنا حلّ بعض الآيات التي تبدو متناقضة كما يلي: * المؤمنون كاملون ( عب 10: 14 ) ينبغي أن يكون المؤمنون كاملين ( مت 5: 48 ) * المؤمنون أموات عن الخطية ( رو 6: 2 ) ينبغي أن يحسب المؤمنون أنفسهم أمواتاً عن الخطية ( رو 6: 11 ) * المؤمنون أمة مقدسة ( 1بط 2: 9 ) ينبغي أن يكون المؤمنون قديسين ( 1بط 1: 15 ) فعبارات السطر الأول تتعلق بالمركز أو المقام، أما عبارات السطر الثاني فتتلعق بالمسلك أو الحياة العملية. هذا وتُقسم رسالة بولس بالذات إلى أفسس إلى قسمين يوازيان هذه الحقيقة. الفصول 1-3 مقامنا، والفصول 4-6 سلوكنا. ويتعلق القسم الأول بالتعليم والثاني يتعلق بالواجب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يصبح المؤمن صاحب مقام مقدس لحظة اهتدائه |
حقيقة مقام المؤمن، وحقيقة سلوكه |
هيئة السائح وسلوكه |
موائل الكوكا وسلوكه |
دانيال وسلوكه الرائع |