رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبلاً إليه، فقال: هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم! ( يو 1: 29 ) نلاحظ أن الرسول يوحنا إذ أشار إلى المسيح ”كلمة الله“ الأزلي الخالق، فقد أكدّ على تفوقه وسموه على يوحنا المعمدان ( يو 1: 1 - 10). ثم بعد الحديث عن تجسد ”الكلمة“، فقد ذكر كلمات المعمدان نفسه: «إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي» (ع15). وعندما قال المعمدان عنه إنه «حَمَل الله» فإنه كرر التأكيد على تفوق المسيح: «هذا هو الذي قلت عنه: يأتي بعدي، رجلٌ صار قدامي، لأنه كان قبلي» (ع30). فسواء باعتباره الخالق أو المُصالح، الكلمة أو الحَمَل، فإنه أسمى وأعظم من يوحنا المعمدان. ويوحنا المعمدان بالإضافة إلى كونه نبيًا، فقد كان ابن كاهن، وبالتالي كان يعرف التوارة جيدًا، ويعرف أيضًا قيمة الذبائح وأهمية الحَمَل. ولكن بالرغم من ذلك، فإنه ـ على الأرجح ـ عندما تحدَّث عن المسيح كحَمَل الله الذي يرفع خطية العالم، نطق بكلمات أبعد من إدراكه في ذلك الوقت ( 1بط 1: 11 ، 12). ويرى البعض أن تعبير «حَمَل الله» يعني الحَمَل الإلهي العظيم الممتاز. ففي خروج9: 28 نقرأ عن رعود الله، أي رعود عظيمة، وفي 1صموئيل14: 15 نقرأ عن «ارتعاد عظيم» وفي ترجمة داربي ”ارتعاد الله“ أو ”ارتعاد من الله“، وعليه فحَمَل الله يمكن أن يُترجم ”الحَمَل العظيم“. أو قد يعني هذا التعبير ”الحَمَل الذي أعدَّه الله وجهزه“، وهو عظيم بكل يقين. أو قد يعني أيضًا ”الحَمَل الذي يتناسب مع الله“، ونحن نجد هذا الفكر في قول داود في مزمور51: 17 «ذبائح الله هي روح مُنكسرة»، والمقصود من تعبير «ذبائح الله» هنا، الذبائح التي تتناسب مع الله والتي يقدّرها ويعتبرها. مما سبق يكون معنى «حَمَل الله»: الحَمَل العظيم الذي جهزه الله بما يتناسب مع متطلباته التي لا يعرفها سواه، ولا يقدر أن يحققها سوى شخص مُعادل له تمامًا. إنه الحَمَل المُعيَّن من الله والمُقدَّم من الله، والمقبول من الله. إنه الحَمَل الذي يُنسب إلى اسم الجلالة، فهو الخروف الذي رآه الله لنفسه، لأجل مجده هو ولأجل بركة المؤمنين به. إنه حَمَل لم يُحضره إنسان ليقدمه لله، بل يا للعجب، هو الحَمَل الذي أحضره الله ليقدمه فداء للإنسان! |
|