رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاكان منفصلان، احدهما ظهر للقديسة مريم والآخر للقديس يوسف معلنين من هي التى ستحدث فيها المعجزة. قال الملاك: “«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ”، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.“(متى21:1-25). ان بشارة الملاك هذه تشابه فى عناصرها كل ما سبق وان ذُكر فى الكتاب المقدس عند ظهور ملاك الله ليحمل بشرى بميلاد شخص أوتكليف بمهمة إلهية. ومن تلك العناصر ان يُدعى بالإسم واللقب والدور المطلوب. جاءت اولى الكلمات ليوسف :”يايوسف ابن داود”(متى 20:1) بنفس الاسلوب الذى جاء به ملاك الرب الى جدعون قائلاً:”الرب معك أيها الجبـّار”(قضاة12:6) ليشير الى الدور الذى سيقوم به جدعون فى خطة الله. ثم قال له ملاك الرب: “لاتخف” وهو نفس التعبير الذى جاء كثيرا فى العهد الجديد فمثلا عند البشارة بميلاد يوحنا المعمدان لزكريا الكاهن “فقال له الملاك لا تخف يا زكريا”(لوقا13:1)،وعند البشارة بميلاد يسوع للعذراء مريم “فقال لها الملاك لا تخافي يامريم”(لوقا30:1)،وعند دعوة السيد المسيح لسِمعان”لا تخف فإنك من الآن تكون صائداً للناس”(لوقا10:5)، وعند ظهور الـملاك للنسوة وبشارتهن بقيامة يسوع “قال للنسوة لا تخفن”(متى5:28)، وظهور يسوع لهن وطلبه لهن بإخبار اخوته “قال لهن يسوع لا تخفن. اذهبن وقلن لإخوتى ليذهبوا الى الجليل”(متى10:28)،ثم عندما قال الرب لبولس الرسول فى الرؤيا ليلا “لا تخف بل تكلّم ولا تسكت”(اعمال9:18). فقول الـملاك ليوسف “لا تخف” لا يعني تخفيف الخوف والقلق والشك، كالخوف الذى كان لجدعون عندما قال: “آه ايها الرب الإله إني رأيت ملاك الرب وجها لوجه”، وهنا قال له الـملاك”سلام لك لا تخف فإنك لا تـموت”(قضاة22:6-23)، ولكن كان للتأكيد والشرح ليوسف ان هذا الإرتباط بمريم العذراء هو إختيار سماوي كما شرح الملاك روفائيل لطوبيا الإبن عن زواجه من سارة ابنة رعوئيل التى كان قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا(طوبيا15:6-17). |
|