ما هي العلاقة بين الطهارة وبذل الذات أو الذبيحة الحيّة؟
الطهارة لا تعنى امتناعًا عن الخطية فحسب، لكنها ممارسة الحب، ببذل الذات لحساب الغير لخلاصهم ولمجدهم الأبدي.
فالرسول بولس كان يبذل ذاته كل يوم، حاسبًا اليوم الذي يعبر دون تقديم ذبيحة حب روحية لله ولشعبه يومًا ضائعًا. "لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة" في 7:3.
عرف الرسول بولس أنه حين يبذل نفسه من أجل المسيح يكلل. هكذا بالنسبة للطهارة، فقد يتعجب البعض، قائلين: لماذا نُحرم من الملذات العالمية؟ لماذا لا نذهب إلى الحفلات الماجنة؟ لماذا لا نشاهد بعض البرامج التليفزيونية؟ إنه بامتناعنا عنها ننعم بمكافأة سماوية ثمينة، باقتنائنا حياة الشركة مع مخلصنا. هذا هو إكليلنا: اقتناء رب المجد في قلوبنا، فنسلك كما سلك ذاك، بتقديم أجسادنا ذبيحة يومية حية، كما قدم هو ذاته ذبيحة حب لأجل خلاص العالم.
حين نقبل الطهارة كبذل، لا نمارس حرمانًا، ولا يصيبنا كبتًا، إنما نقتنى مسيحنا الباذل، وننعم بالامتثال به... هكذا يصير البذل ذاته مكافأة.