رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مُحَاكَمَة عَلَنِيَّة: ليس مثل الخطية في بشاعتها! يبدأ هذا السفر بتصويرٍ مرٍّ عن الخطية، كيف لا يطيقها الله، لأنها لا تليق بشعبه إذ يريده أيقونة حيَّة له، بكونه الله القدوس. كما يكشف عن فاعلية الخطية في حياة شعبه، إذا بطبيعتها مدمرة تمامًا. لكن قدر ما يكشف عن هذه الصورة القاتمة يبرز دور الله الغافر الخطايا، المبدد للظلمة والمشرق بنوره الإلهي على شعبه ليقيم منهم كنيسة سماوية مجيدة متهللة. يفتتح ميخا النبي سفره بعرضٍ للدينونة القادمة لتأديب الشعب، مثله مثل بعض الأنبياء كعوبديا. وقد جعل من الأرض كلها مسرحًا للمحاكمة، وطلب من الشعب أن يستمع إلى الاتهامات الموجهة ضدهم. يبدأ السفر بدخول الله مع شعبه سواء إسرائيل أو يهوذا في القضاء أمام شعوب الأرض كلها. وقد استدعى الأمم للحضور في دار القضاء. فمن جانب ليكشف عن موقفه كخالقٍ لكل البشرية ومخلصٍ للجميع، فهو الذي يُريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (1 تي 2: 4). بهذا يفتح الباب أمام الأمم ليدركوا أنه إله الجميع، ينتظر قبولهم الإيمان، لينعموا بغنى نعمته الفائقة. ومن الجانب الآخر يكشف الله عن بشاعة الخطية التي تصدر عن الذين دُعي اسم الله عليهم، فإنها عثرة للأمم، وبسببها يُجدف على اسمه. لا نعجب إن قدم رسالته الإلهية للشعب أولًا (مي 1-2)، وبعد ذلك للرؤساء والقضاة (مي 3-4-5)، وأخيرًا للبقية المقدسة أو الشعب الذي يقبل الإيمان الحيّ العملي (مي 6-7). يبدأ بالشعب لأنه إن أقام رؤساء وقضاة فمن أجل الشعب، لا الشعب لأجل القيادات. ولعله يود أن يؤكد للشعب أنه وإن أخطأت القيادات السياسية والمدنيَّة والدينيَّة، فهذا لن يبرر انحراف الشعب وسقوطه. حتمًا تُدان القيادات بطريقة مضاعفة، لأنهم معثرون للشعب، لكن يليق بالشعب ألا يبرر خطأه. بدأ بالشعب الساقط وانتهى بالشعب المقدس بالمسيح المخلص، ليؤكد أنه جاء لأجل الخطاة لكي يقدسهم شعبًا مختارًا له. |
|