يرى البابا غريغوريوس أن الجنس البشري يمر بثلاث مراحل:
1. المرحلة الأولى عندما خُلق الإنسان فكان نهارًا كالابنة الأولى.
2. المرحلة الثانية عندما يتمتع الإنسان بالخلاص فتفوح فيه رائحة المسيح فيصير كاسيا.
3. المرحلة الثالثة عندما نلتقي بالله وجهًا لوجه ونشارك السمائيين، فنحسب أشبه بآلة موسيقى "القرن".
*ما هو السبب أن الابنة الأولى لأيوب تُدعى يومًا، والثانية كاسيا والثالثة قرن هفوك cornustibii، إلا أن كل الجنس البشري الذي أُختير بحنوة خالقه، وبرحمة ذات المخلص ليُشار إليهم بهذه الاسماء... يشرق الجنس البشري ببهاء على الخليقة بنور البراءة. وبعد ذلك عندما يخلصون تفيح منهم رائحة عذبة بممارسة الأعمال الصالحة. لهذا دُعيت الابنة الأولى نهارًا والثانية ليس بدون لياقة كاسيا. حسنًا دُعيت كاسيا حيث يفوح منها رائحة الحياة السامية بقوة. وأيضًا قيل بالنبي عن ذات المخلص عند مجيئه: "كل ثيابك مرّ وعود وسليخة (كاسيا)، من قصور العاج سرَّتك الأوتار" (مز 45: 8)... ولكن لأن الجنس البشري، في حالته الثالثة، حتى عندما يتشكل من جديد لقيامة الجسد، ينشغل تناغم التسبحة الأبدية، تدعى الابنة الثالثة "قرن هفوك". ماذا يعني ب cornustibii. إلا تسبحة الفرحين؟ فإنه بالحق يتحقق ما يُقال بالنبي: "سبحوا الرب تسبحة جديدة" (مز 149: 1). بالحق تتحقق عندما يُسبح بتسبحة الحمد لله، ليس بعد بالإيمان بل بالتأمل في شخص ذاك الذي جعل الجنس البشري نهارًا، بخلقته إياه وكاسيا بتقديم الخلاص له، وقرن هفوك باقتنائه له. فنحن الذين كنا نورًا عندما خلقنا، الآن صرنا كاسيا بخلاصنا، وأخيرًا نصير قرن هفوك عندما ننشغل بالتسبيح الأبدي.
البابا غريغوريوس (الكبير)