رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التغرب عن النفس وعن الله
بُعد الإنسان عن المسيح الرب القيامة والحياة، وعدم تأصله فيه، يجعلهمتغرب عن نفسه وعن الكنيسة جسد المسيح وأعضاؤه وبالتالي عن الحق:
هذا كفيل بأن يجعل الإنسان متمسكاً بالمظهر الخارجي والحفاظ على وضعه الصوري والشكلي في المسيح والكنيسة، له صورة التقوى وينكر قوتها، فيبدأ يدافع عن هذاالحق الشكلي – الذي هو الباطل بعينه - بتشدد يصل إلى التعصب المُميت وخسارة كل من هم حوله، بحجة الدفاع عن الحق الذي عاشه الآباء وسلموه لنا بالتقليد والخبرة، والدفاع المستميت عن طائفته التي يرى أن فيها الحق كله، وأن أي مُخالف لها هو عدوه وعدو المسيح الرب أيضاً، ومرفوض على كل وجه، ولا يُمكن ان يُقبل لأنه محروم ... وفي الحقيقة أن هذا لا يدل إلا على شيئاً واحداً فقط وهو التغرب عن الله وبالتلي عن النفس، ورفض الحق – [ وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا ] (2تسالونيكي 2: 10) - والتمسك بالذات، وكبرياء القلب، لأن المسيح المحبة غائب عن النفس، والنفس غائبة عنه، ولا توجد روح الصلاة، وإن وجدت فشكلية صورية تتقوى بالناس ومديحهم الكاذب، ودليلها هو الافتخار والاعتداد بالذات على أساس الأفضلية، لأن الإنسان أساساً لم يطلب الله لكي يحيا به وفيه، لذلك لا نستغرب أبداً حينما نجد التعصب والتحزب والانشقاق والكلام الباطل وتحوير الحق لمصلحة الذات – [ أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب (يوحنا 8: 44) ] - لأن كل هذا لا يُعبر إلا عن تغرب النفس وفقدانها لسرها الحقيقي الذي هو المسيح، أصل الصورة الذي خُلقت عليها أساساً. لذلك نطلب من الله أن يفتح عيوننا على شخصه لنعرفه عن قرب ونُعطي له أنفسنا ونتشح به، لكي ما نحيا به ونتحرك ونوجد كما قال القديس بولس الرسول : [ لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد ] (أعمال 17: 28) فحينما نطلب المسيح الذي هو الحق: [ قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي ] (يوحنا 14: 6)، حينئذٍ فقط سنحيا بالحق ونعيش كما يحق لإنجيل المسيح ونستنيرونسير وفق طريق الله الصحيح، لأن في تلك الساعة سيتجلى الحق ويظهر فينا بقوة وحياة مُعاشه، وكما هو مكتوب: [ وتعرفون الحق والحق يُحرركم ] (يوحنا 8: 32)، [ فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] (يوحنا 8: 36)، فيصبح الحق فينا حُرية، ونطلبه ونتكلم به ونتحرك نحوه ...
وكما هو مكتوب: [ أعطِ الحكيم فرصة فيزداد ] أي يصير أوفر حكمة، لذلك أترك فرصة لكم جميعاً أن تتعمقوا في تلك الكلمات بروح الصلاة وطلب المسيح الرب، لكي ما يكون شارحاً للحق بنفسه، لأنه هو هو الحق عينه... فلنتب ونعود إليه سريعاً جداً، طالبين وملتمسين منه الحرية، لأنه أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً. فلا بد ومن الضروري جداً أن نستفيق، طالبين الحق ذاته معنا الآن، أي شخص المسيح الكلمة والحق المُطلق، لكي ما يُحررنا ونحيا به ونتحرك ونوجد فيه:
وأرجو أن لا يفهم أحد خطأ – كالعادة – أن الموضوع دعوة لتخلي كل واحد عن عقيديته، أو أنه ضد أحد بعينه، لأن هذا كله لا يهمني ولا يهم أحد على الإطلاق، لأن ما يهمنا أن نُعدِّل مسارنا ونسير في طريق الرب كما رسمه هو، وليس لنا شأن بمن لا يُريد أو يُهاجم الآخرين، ولكنه دعوة للمصالحة في المسيح يسوع بروح المحبة، لكي لا نتغرب عن الله ونظن أننا صرنا غير ملامين على رفض إخوتنا، وأيضاً لكي لا نضع حجة أننا الصح والآخر هو الخطأ، ونقول اننا نُدافع عن الحق ضد الباطل، لأن أي بيت ينقسم على ذاته يخرب، والكنيسة ما يُخربها هو روح التعالي والافتخار بالذات والاتكال على إني أنا الصح ولي المواعيد وكل ما لله والآخر بطبيعة تفكيره وعقيدته مرفوضاً من الله، وكأننا نحن اليهود والآخرين هما الأمم، ولنتمعن بعمق لما قاله الرب يسوع في صلاته لعلنا نفهم ونعي، إذ قال بفمه الطاهر: [ ولست أسأل من اجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم ] (يوحنا 17: 20) ولا يقل أحد: أنا عندي الحق كله والآخر على باطل، لا يعرف الحق ولا يُميز الأمور من بعضها البعض، لأنه أعمى وشقي وبائس ومسكين، لئلا يصدق فينا كلام الكتاب المقدس: [ أنا عارف أعمالك: أنك لست بارداً ولا حاراً، ليتك كنت بارداً أو حاراً. هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً، أنا مُزمع أن أتقياك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس (البائس) وفقير وأعمى وعُريان ] (رؤيا 3: 15 – 17).
|
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مُرَمِّم الثغرة |
ترميم الثغرة... والفتيلة المُدخنة |
احمي الثغرة |
جعلنى مرمم الثغرة |
مرمم الثغرة |