رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَذَهَبَ أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ، وَفَعَلُوا كَمَا قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ. وَرَفَعَ الرَّبُّ وَجْهَ أَيُّوب َ[9]. "قبل الرب أيوب"، أي قبل صلواته وتقدماته لصالح أصدقائه. يقول الحكيم: "نهاية أمر خير من بدايته" (جا 7: 8). لم يمنع الرب الشيطان من أن يجرب أيوب، ولا منع زوجة أيوب وأصدقاءه من مقاومته والسخرية به واتهامه ظلمًا، لكنه في الوقت المناسب رفع وجهه أمام العالم كله، بل وبقي وجهه مرفوعًا عبر الأجيال، ويرفعه بالأكثر في يوم الرب العظيم. لم يرسل له ملاكًا ولا رئيس ملائكة ولا شاروبًا أو ساروف ليعزيه ويطمئنه، بل نزل الرب بنفسه ليرفع وجهه. * عندما فقد أيوب كل ثروته، وعندما فقد بنيه، بدت كل الأشياء تعمل ضده (أي 1: 13-21) ، ولكنه إذ أحب الرب عملت كل الشرور التي حلت به معًا لصالحه (أي 42: 9-17). قروح جسمه أعدته لإكليل السماء. قبل زمن التجربة لم يتحدث الله معه قط؛ أما بعد التجربة فقد جاءه الله وتحدث معه في ودٍ، كصديق مع صديقه. لتحل الكارثة، ولتأتِ كل فاجعة، مادام المسيح قادم بعد الكارثة. القديس جيروم يليق بنا التدقيق في عبارة: "رفع الرب وجه أيوب"، فإذ غفر الله لأصدقائه من أجل صلواته عنهم، حسب الله هذه العطية مقدمة لأيوب نفسه. كان قلب أيوب بسيطًا ومتسعًا بالحب حتى لمقاوميه، فخرجت الصلاة عنهم كما لو كانت تخصه هو، فهم موضوع حبه!* يليق ملاحظة أن العفو الذي نالوه قد تم بحرصٍ هكذا كما أعلن الرب، فإن الرب لم يرفع وجوههم بل وجه أيوب الطوباوي. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|