* اللهم من الذي يشبهك (يماثلك)... إن المماثلة تكون في الجوهر وفي الكيفية... الله ليس له شبيه في الجوهر، أعني الآب والابن والروح القدس الثلاثة أقانيم حيث لا يوجد خلاف في الجوهر، إذ هم لاهوت واحد ذات ثلاثة أقانيم... أما المماثلة بحسب الكيفية فيمكن أن يُدعى الصديقون مماثلين لله، ولكن مماثلتهم له ليست طبيعية فيهم، بل بتناول نعمة منه. أعني أن الله قدوس وعادل وديان ومهما يُقَال فيه من هذه الصفات فهي موجودة فيه طبيعية لا بالاكتساب. ويُدعى الإنسان بهذه الصفات لكنها ليست فيه طبيعية بل هي اكتسابية جزئية.
إذن يقول النبي: من يماثلك يا الله جوهريًا. وأما قوله: "لا تسكت"، فمعناه لا تعد تتمهل وتطيل أناتك على الأشرار بل أسرع للانتقام منهم.
الأب أنثيموس الأورشليمي