والدة الإله” ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضا فعل محبة الله فى أعلى صورها. الحقيقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه،وعندما نقول عن أم انها ولدت إنسانا لا نقول انها أم الجسد فقط بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذى خلقه الله، هكذا تدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس. إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد كقول الرسول بولس”عظيم سر التقوى الذى تجّلى فى الجسد”(1تيموثاوس16:3) فوجب أن تدعى العذراء بأم الله فهى أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هى أم الله الخالق. أصبجت تلك الحقيقة عقيدة إيمانية في الكنيسة الكاثوليكية، لكن هذا الأمر يقودنا الى نقطة أوسع في موضوع اللقب العجيب الذي أطلق على القديسة مريم أكثر من العقيدة نفسها أن الله بدون ان يتوقف عن كونه الله يجب ان يصير إنسانا، فهل هذا اكثر غموضا من ان مريم يجب ان تكون اما لله عن ان الله يجب ان يكون إنسانا؟ هذه الحقيقة هي حقيقة اساسية شهد لها الأنبياء والأنجيليين والرسل في الكتاب المقدس. وما الذي يمكنه ان يكون اكثر تعزية وبهجة اكثر من الوعود العجيبة التى تتبع هذه الحقيقة ان مريم هي ام الله-عجيبة عظيمة اننا بهذا اصبحنا اخوة لربنا وإلهنا. هذا اذا ما عشنا حسنا ومتنا في حال النعمة سنؤخذ حيث يوجد الله المتجسد وكلنا فيما بعد سنؤخذ حيث الملائكة والقديسين. أجسادنا ستقوم من التراب وتؤخذ للسماء ونتحد مع الله ونأخذ طبيعتنا الالهية فكل منا نفس وجسد سيدخلون في المجد والذي يحيط بالعرش الإلهي ونرى الله ونشترك في بركاته اللانهائية كما جاء:” وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (2كورنثوس18:3)، واننا نحصل على ذلك المجدكوعده:” “مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».“(متى 48:12و50).